اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

في اليوم العالم للمرأة .. قصة خولة بنت الأزور أشجع صحابية

تعبيرية
تعبيرية

تعد الصحابية الجليلة خولة بنت الأزور، من أشجع نساء التي عاشت خلال فترة الخلفاء الراشدين، تم ذكرها في كتاب فتوح الشام المنسوب بشكل خاطئ إلى الواقدي، حسب الرواية فخولة هي مقاتلة وشاعرة من قبيلة أسد وهي أخت ضرار بن الأزور، تصور خولة كأشجع نساء عصرها، وتوفيت آخر عهد عثمان بن عفان، وفي شعرها جزالة وفخامة وأكثره في الفخر.

أثبت بعض المؤرخين أن كتاب فتوح الشام الذي يعتبر المصدر الأول والأوحد في استلهام بطولات خولة بنت الأزور قد ألف في سنة 907 هـ على يد مؤلف مجهول نسبه زوراً للواقدي.

ذكر ابن حجر 28 صحابية باسم خولة في اختلاف في بعضهن ولكنه لم يذكر مطلقاً اسم بنت الأزور. كما ذكر ابن حجر ترجمة الصحابي ضرار بن الأزور وذكر ثلاثة من إخوته الذكور من المسلمين ولم يكن بينهم أي امرأة. وقد ذكر أبو الفرج الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني، المتوفى سنة 362 هـ، ست خولات، وليست بينهن خولة بنت الأزور، وكذلك، ابن قتيبة الدينوري صاحب كتاب الشعر والشعراء، وابن سلام الجمحي صاحب كتاب طبقات فحول الشعراء، ولكن الحقيقة خولة بنت الأزور ليست خيالاً بل هي شخصية واقعية لها بطولاتها وأعمالها، حسب المؤرخين المدافعين عن واقعية وجودها، يستندون إلى كتب تاريخ مثل كتاب الأعلام للزركلي، لكن الزركلي اعتمد على تاريخ فتوح الشام المنسوب للواقدي ويعتبر كتابه في التراجم حديثا بالنسبة لكتب التراجم الآخرى واعتماده على فتوح الشام ليس بمرض في التوثيق. كما جاء ذكرها في عدة كتب تراجم منها طرفة الاصحاب وفي نهاية الارب للقلقشندي وابن خلدون الإكليل وفي معجم البلدان ومعجم قبائل العرب.

وقد ذكر في أن الروم قالوا عنها أثناء حربهم مع المسلمين " إن كان القوم كلهم مثل هذا الفارس فما لنا بهم طاقة ." ، وقد ولدت في مكة المكرمة ، وهي إحدى عقائل العرب، وبيتها بيت لديه مبدأ راسخ وعقيدة ثابتة وقوية في الجاهلية وفي الإسلام فهي أخت القائد العظيم ضرار بن الأزور الكندي الذي يعد من أشرس القادة، وإذا ذُكر يقال أنه بألف رجل، وهو من الرجال الذين لا يغنى غناهم أحد ، كما قتل أبوها بين يدي رسول الله ﷺ دفاعاً عنه،كما أنها أسلمت مع أخيها بعد الفتح .

كما اشتهرت خولة بالذكاء والفطنة كما أنها أوتيت من جمال الوجه، ورباطة الجأش، وكانت من الباسلين في القتال ولديها من الفروسية ما تفوقت به على مثيلاتها، ومن البطولة والشجاعة والبذل، ولديها دهاء، وإقدام، ولها مواقف بطولية لم تكن لأحد من غيرها من البذل والعطاء فقد شاركت في العديد من الغزوات، كحرب المرتدين، وفتوح الشام .

من مواقفها البطولية تمثلت في إنقاذ شقيقها في معركة أجنادين، فعندما سار خالد بن الوليد مع الجيش لملاقاة الروم ، وهو في الطريق مر به فارس، طويل وبيده رمح، ذي ثياب سود، قد حزم وسطه بعمامة خضراء، ثم سحبها على صدره، ولم يبين منه إلا الحدق؛ أي كان ملثم، وقد سبق أمام الناس كأنه نار فقال خالد : ليت شعري من هذا الفارس ؟ أيم الله إنه لفارس شجاع ، ثم لحقه خالد والجيش وكان هذا الفارس أسبق المسلمين إلى المشركين، فحمل على عساكر الروم كأنه المحرقة، فزعزع مناكبهم، وأحرق صفوفهم واخترق القوم ولم يعلم الجيش من هو الذي يقوم بهذه الحملات، وظنوا أنه خالد حتى جاء خالد فسألوه من هذا الفارس الذي تقدم أمامك فلقد بذل نفسه ومهجته ؟ فقال خالد : والله إنني أشد إنكاراً له منكم ولقد أعجبني ما ظهر منه ومن شمائله ، ثم قال أيها المسلمون احملوا بأجمعكم وساعدوا المحامي عن دين الله فأطلقوا الأعنة وقوموا الأسنة والتصق بعضهم ببعض وخالد أمامهم ونظر إلي الفارس فوجده كأنه شعلة من نار والخيل في إثره وكلما لحقت به الروم لوي عليهم وجندل فذهب خالد ومن معه ووصل الفارس المذكور إلي جيش المسلمين وقد تخضب بالدماء فصاح خالد والمسلمون : لله درك من فارس وسأله خالد من أنت ؟ فلما يخاطبهم وانغمس مرة أخرى في قتال الروم فقال المسلمون له : أيها الرجل الكريم يخاطبك أميرك وتعرض عنه ، اكشف عن اسمك وحسبك ، فلم يرد عليهم جواباً ، فلما بعد عن خالد سار إليه بنفسه وقال له : ويحك لقد شغلت قلوب الناس وقلبي بفعلك. من أنت ؟

فلما ألح خالد خاطبته خولة من تحت لثامها وقالت له : إنني يا أمير لم أعرض عنك إلا حياءا منك لأنم أمير جليل أنا من ذوات الخدور وبنات الستور .

فقال لها خالد من أنت؟ فقالت : خولة بنت الأزور وإني كنت مع بنات العرب حتى أتاني الخبر بأن ضراراً قد أسر فركبت وفعلت ما فعلت . فقال لها خالد : نحمل بأجمعنا .