اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

ترحيب عربي بتراجع ترامب عن مخطط تهجير سكان غزة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته ردود فعل دولية واسعة، حيث اعتبرتها القاهرة ومنظمة التحرير الفلسطينية خطوة إيجابية، في حين رأت حركة "حماس" أنها يجب أن تترجم إلى مواقف أكثر وضوحًا تجاه حقوق الفلسطينيين.
موقف مصر: إشادة ببوادر إيجابية نحو السلام
أعربت وزارة الخارجية المصرية عن تقديرها لتصريحات ترامب، معتبرة أنها تعكس "تفهمًا لأهمية تجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وضرورة العمل على إيجاد حلول عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية." وشددت القاهرة على ضرورة البناء على هذا التوجه لدفع جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط، عبر تبني "مسار شامل يستند إلى رؤية واضحة تحقق الاستقرار والأمن لكل الأطراف".
كما أكدت مصر أن أي مبادرة أمريكية لإنهاء الصراعات الدولية، بما في ذلك تلك المرتبطة بالشرق الأوسط، يجب أن تأخذ في الاعتبار تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ترحيب فلسطيني مشروط
من جانبه، رحّب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، بتصريحات ترامب، مشيرًا في منشور عبر منصة "إكس" إلى أن التأكيد على عدم ترحيل سكان غزة هو موقف إيجابي.
أما حركة "حماس"، فقد اعتبرت أن تصريحات ترامب تمثل تراجعًا عن دعوات التهجير القسري، لكنها شددت على ضرورة أن لا تتماهى السياسة الأمريكية مع "رؤية اليمين الصهيوني المتطرف"، وفق ما صرّح به المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم.
الرسالة الأمريكية: موقف مبدئي أم مناورة سياسية؟
خلال لقائه رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن في البيت الأبيض، أكد ترامب بوضوح أن "لن يطرد أحد أحدًا من غزة"، ما عكس رغبة في تهدئة المخاوف الدولية بشأن أي مخططات لتهجير السكان.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه التصريحات تمثل تحولًا جوهريًا في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، أم أنها مجرد موقف مؤقت ضمن إطار أوسع من الحسابات السياسية والإقليمية؟
آفاق المرحلة المقبلة: ما المطلوب دوليًا؟
رغم الترحيب الدولي بهذه التصريحات، فإن تحقيق أي تقدم حقيقي يتطلب التزامًا أمريكيًا بدفع عملية السلام عبر آليات واضحة، تشمل الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد العسكري، وضمان حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
ويبقى التحدي الأكبر هو ما إذا كانت هذه التصريحات ستترجم إلى سياسات ملموسة، أم أنها ستبقى مجرد كلمات في سياق المناورات السياسية بين واشنطن وتل أبيب.
يذكر أن على الرغم من أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تراجع خلال الأسابيع الماضية عن خطته السابقة بشأن غزة، وتهجير السكان من القطاع الفلسطيني المدمر إلى دول الجوار، فيبدو أن إسرائيل ماضية في محاولة فرضها بعد محاولات واقتراحات تخرج من حينا لأخر من قبل وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي أبرزها إنشاء مكتب لمغادرة أهل غزة طوعا، كما كشف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، أمس الأحد، أمام الكنيست عن تشكيل مجموعات ضغط برلمانية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، للعمل على تنفيذ خطة ترامب؛ للاستيلاء على غزة وترحيل أهلها، مع إجراء عملية توسيع ضخمة للاستيطان في الضفة الغربية.