اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

دراسة: مشاركة الطعام تجلب السعادة

السعادة في مشاركة الطعام
السعادة في مشاركة الطعام

حض ديننا الإسلامي الحنيف على التشارك في كل خير، ومن الوصايا العظيمة إكرام الضيف وتلبية الدعوة وبذل الطعام لمن ليس لديه، بل من العادات المحببة لدى الشعوب الإسلامية إهداء بعض الطعام المطبوخ للجيران ما يصنع الألفة والمودة بينهم.

وقد أفادت دراسة دولية بأنّ مشاركة الوجبات مع الآخرين ترتبط بمستويات أعلى من السعادة والرضا عن الحياة والرفاهية النفسية.

وأوضح الباحثون بقيادة كلية لندن الجامعية وبالتعاون مع جامعة أكسفورد في بريطانيا، أنّ النتائج تُعزّز الأدلة على أنّ التواصل الاجتماعي اليومي، حتى من خلال تناول الطعام مع الآخرين، يمكن أن يؤثر إيجابياً في الحالة المزاجية والشعور بالسعادة؛ ونُشرت النتائج، الخميس، عبر موقع الجامعة.

واستندت الدراسة إلى بيانات من استطلاع «جالوب» العالمي، الذي شمل أكثر من 150 ألف شخص في 142 دولة خلال عامَي 2022 و2023.

وأظهرت النتائج أن سكان أمربكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي هم الأكثر مشاركةً للوجبات، إذ يتناولون نحو 9 وجبات أسبوعياً مع الآخرين، يليهم سكان أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا بمتوسط 8.2 وجبة أسبوعياً. أما دول جنوب آسيا، فسجَّلت أدنى معدلات مشاركة، إذ لم يتجاوز المتوسط 4 وجبات أسبوعياً، بينما بلغ المعدل في شرق آسيا نحو 6 وجبات أسبوعياً. وفي المملكة المتحدة، بلغ متوسط المشاركة 7.5 وجبة أسبوعياً، تشمل 4.2 وجبة عشاء و3.3 وجبة غداء.

كما استخدم الباحثون الولايات المتحدة الأمريكية على أنها دراسة حالة لتحليل تطوّر مشاركة الوجبات عبر الزمن، مستندين إلى بيانات مسح أميركي بين عامَي 2003 و2023. وأظهرت النتائج أنّ الأمريكيين أصبحوا أكثر ميلاً لتناول الطعام بمفردهم مقارنةً بـ20 عاماً مضت، ويعود ذلك إلى تراجع مشاركة الشباب للوجبات مع العائلة والأصدقاء.

وكشفت الدراسة أنّ تناول الطعام مع الآخرين يعزّز الرضا عن الحياة والرفاهية النفسية، وهو تأثير يعادل تأثير الدخل وحالة التوظيف على تقييم الأفراد لجودة حياتهم.

وأظهرت النتائج أنّ الدول التي يشيع فيها تناول الطعام المشترك تسجّل معدلات أعلى من الرضا عن الحياة. وبالمقارنة مع الأشخاص الذين يتناولون الطعام بمفردهم، أظهر الذين يشاركون وجبات الغداء والعشاء بانتظام تحسّناً بمقدار نقطة إضافية في تقييم حياتهم على مقياس من 0 (أسوأ حياة ممكنة) إلى 10 (أفضل حياة ممكنة)، وهو ما وصفه الباحثون بالفارق الكبير.

فعلى سبيل المثال، إذا ارتفع تقييم الحياة في المملكة المتحدة بمقدار نقطة واحدة، فستصبح ثاني أسعد دولة في العالم بعد فنلندا. وأكدت الدراسة أنّ هذا النمط ينطبق حتى عند مقارنة أشخاص داخل البلد نفسه، بصرف النظر عن العمر أو الدخل أو طبيعة المعيشة.

وأشار الباحثون إلى أنّ هذه الدراسة تؤكد أنّ تناول الطعام مع الآخرين ليس مجرّد عادة اجتماعية، وإنما هو عامل أساسي يُعزّز الصحة النفسية والرضا عن الحياة، وهذا يستدعي الاهتمام بسُبل دعم هذه العادة وتعزيزها في مختلف المجتمعات.

وأضافوا أنه يمكن للدول والمجتمعات تشجيع ثقافة مشاركة الوجبات من خلال الترويج لبرامج مجتمعية لتناول الطعام الجماعي، ودعم السياسات التي تُعزّز ثقافة تناول الغداء الجماعي في المدارس وأماكن العمل.