اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

محاولات أمريكية لتطويق حرب أوكرانيا.. لقاء ثالث بين مبعوث ترامب وبوتين

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

في تطور لافت ضمن مساعي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاحتواء الحرب الروسية الأوكرانية، كشفت مصادر أمريكية عن زيارة قام بها مبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين. وتأتي الزيارة، التي أكدها موقع "أكسيوس" واستدل عليها من خلال بيانات موقع "فلايت رادار"، عقب محادثات وصفت بـ"البناءة" بين وفدي البلدين في إسطنبول، هدفها إعادة تطبيع عمل البعثات الدبلوماسية المتعثرة بين موسكو وواشنطن.


تحرك دبلوماسي متعدد المسارات


زيارة ويتكوف هي الثالثة من نوعها للقاء بوتين، ما يعكس رغبة إدارة ترامب في استخدام قنوات خلفية وربما غير تقليدية لتقريب وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية، خاصة في ظل الإحباط الذي أعرب عنه ترامب مؤخرًا من بطء التقدم في المفاوضات، ومما اعتبره تصريحات استفزازية من بوتين بشأن مستقبل أوكرانيا.
فقد أثار اقتراح بوتين لإدارة انتقالية لأوكرانيا برعاية أمريكية حفيظة البيت الأبيض، الذي رد بأن مصير أوكرانيا لا يمكن أن يُقرر دون الشعب الأوكراني. ورغم ذلك، لا تزال الاتصالات قائمة، وربما أكثر نشاطًا خلف الكواليس مما يبدو على السطح.

هدّد ترامب، في حال فشل التوصل إلى وقف إطلاق نار قبل نهاية الشهر الجاري، بفرض عقوبات إضافية على روسيا، سواء من خلال سلطاته التنفيذية أو عبر دفع الكونغرس إلى تشريع جديد. وتشير هذه التصريحات إلى أن نافذة الدبلوماسية ما زالت مفتوحة، لكنها تزداد ضيقًا، وأن التحركات الحالية تمثل محاولة أخيرة قبل الدخول في مواجهة اقتصادية جديدة.


لقاءات متبادلة وصفقات جانبية


اللقاء بين ويتكوف وبوتين يأتي بعد أسبوع من زيارة مبعوث بوتين كيريل ديميترييف إلى واشنطن، حيث أكد وجود خلافات جوهرية، لكنه أبدى تفاؤلًا بإمكانية التوصل إلى حلول دبلوماسية "واقعية وطويلة الأمد". كما ألمح إلى وجود قوى تعرقل الحوار من خلال تشويه الموقف الروسي.
وقد واكبت هذه التحركات صفقة تبادل سجناء شملت الإفراج عن الأمريكية الروسية كسينيا كاريلينا، في خطوة وصفت بأنها مؤشر على قدرة الطرفين على إتمام تفاهمات حساسة، حتى وسط الأزمة.

اللقاء الذي عُقد في إسطنبول بين مسؤولي الخارجية من البلدين يمثل بداية لإعادة هيكلة العلاقة الدبلوماسية، حيث جرى الاتفاق على خطوات لتخفيف القيود على عمل البعثات، رغم استمرار الخلاف بشأن السياسات الروسية المتعلقة بتوظيف الأجانب داخل السفارة الأمريكية بموسكو.
ويؤكد السفير الروسي لدى واشنطن ألكسندر دارتشييف، أن الاجتماع شكّل تقدمًا ملموسًا باتجاه جولة جديدة من المشاورات، ما يعزز احتمالات استمرار المسار الدبلوماسي رغم هشاشته.

قراءة في الموقف


التحركات المتبادلة تشير إلى إدراك مشترك لدى واشنطن وموسكو بأن استمرار الحرب دون أفق سياسي يشكل تهديدًا يتجاوز أوكرانيا، ويضغط على النظام الدولي ككل. في المقابل، تبدو أوكرانيا أكثر تجاوبًا مع المقترحات الأمريكية، حيث وافقت على وقف إطلاق نار مؤقت وخطة لضمان حرية الملاحة، بينما تواصل موسكو تقديم مطالب إضافية، أبرزها رفع العقوبات.
ترامب يضع على الطاولة معادلة "التقارب مقابل التنازلات"، لكن بوتين يرد بمعادلة "التقدم المشروط"، ليبقى السؤال مطروحًا: هل تنجح اللقاءات المتكررة خلف الأبواب المغلقة في تحقيق اختراق حقيقي، أم أن لعبة كسب الوقت مستمرة بانتظار تغير المعادلات على الأرض؟.

موضوعات متعلقة