الكرملين وبكين يردان على تصريحات زيلينسكي حول جرّ روسيا للصين إلى الحرب

في ردٍ مباشر على التصريحات الأخيرة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي اتهم فيها روسيا بجرّ الصين إلى النزاع القائم في أوكرانيا، أصدرت موسكو وبكين ردودًا قاطعة تنفي هذه الاتهامات وتوضح مواقفهما من الوضع. التصريحات التي أدلى بها زيلينسكي جاءت عقب إعلان السلطات الأوكرانية عن اعتقال مواطنين صينيين يقاتلون إلى جانب القوات الروسية في الصراع الذي دخل عامه الثالث.
رد الكرملين.. نفي ورفض الاتهامات
ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أكد في إحاطته الصحفية اليومية أن تصريحات زيلينسكي غير دقيقة، معتبرًا أن الرئيس الأوكراني "يخطئ" في تصوير الدور الصيني في النزاع. بيسكوف شدد على أن الصين تُعد "شريكًا وصديقًا ورفيقًا" لروسيا، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة تتسم بالتعاون المستمر في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية، ما يجعل الاتهام بأن روسيا قد جرّت الصين إلى الحرب غير منطقي.
وفي سياق دفاعه عن روسيا، اعتبر بيسكوف أن تصريحات زيلينسكي "غير مسؤولة"، مؤكداً أن تلك الاتهامات لا تتماشى مع الواقع السياسي والعلاقات بين موسكو وبكين، التي تعززت بشكل كبير منذ بداية الأزمة الأوكرانية. كما أضاف أن هذه التصريحات قد تضر بفرص السلام في المنطقة وتشوش على المساعي الدولية الهادفة إلى تهدئة التوترات.
دعم الحل السلمي
من جانبها، نددت وزارة الخارجية الصينية بتصريحات زيلينسكي، مؤكدة أن هذه التصريحات "غير مسؤولة". لين جيان، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أكد في رده أن الصين طالما طالبت بأن يظل مواطنوها بعيدين عن مناطق النزاع. وأوضح أن بكين ترفض بشدة أي محاولة لتصويرها كطرف في الحرب الأوكرانية، مشيرًا إلى أن موقف الصين الثابت يتمثل في دعم الحلول السلمية والابتعاد عن التصعيد.
في الوقت نفسه، أكدت الصين أن "الحرب في أوكرانيا ليست من صنعها"، وذكرت أنها تسعى لتحقيق الاستقرار العالمي من خلال دعم حوار شامل بين الأطراف المتنازعة، وضرورة احترام السيادة الوطنية لجميع الدول. وأضافت وزارة الخارجية الصينية أن الصين ستواصل دورها كوسيط يدعو إلى إنهاء الصراع عبر الوسائل السلمية.
دور الصين في النزاع الأوكراني
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تتواصل الحرب في أوكرانيا دون أفق قريب للتهدئة. الصراع الذي بدأ بغزو روسي واسع النطاق في فبراير 2022 شهد تفاعلات معقدة على المستوى الدولي، بما في ذلك تحالفات موسكو مع عدة دول، من بينها الصين، التي تتمتع بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية قوية مع روسيا. على الرغم من أن الصين تتبنى موقفًا محايدًا رسميًا في الصراع، فإن العديد من الدول الغربية ترى في العلاقات الصينية الروسية دعماً دبلوماسيًا واقتصاديًا هامًا لموسكو، خاصة في مواجهة العقوبات الغربية.
إعلان زيلينسكي عن اعتقال مواطنين صينيين يقاتلون مع القوات الروسية يمثل تطورًا نادرًا في سياق النزاع، حيث يُعتبر هذا أول اعتقال من نوعه منذ بدء الغزو. وقد أشار زيلينسكي إلى أن هذا الحدث يوضح بشكل غير مباشر أن روسيا قد تسعى لإشراك دول أخرى في النزاع، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي والدولي. وبالرغم من ذلك، تظل الصين رسمياً ترفض الانخراط المباشر في الصراع العسكري.