اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

قنوات خلفية ومحادثات غير معلنة.. هل يُمهِّد لقاء مبعوث ترامب وبوتين لتسوية محتملة في أوكرانيا؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

في تطور لافت يشير إلى عودة قنوات التواصل الخلفية بين موسكو وواشنطن، أشاد الكرملين، يوم الاثنين، بجولة محادثات جديدة جرت الأسبوع الماضي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي السابق – والحالي – دونالد ترامب. اللقاء، الذي عُقد في مدينة سانت بطرسبرغ، هو الثالث من نوعه منذ فبراير الماضي، ويأتي في وقت تشهد فيه الحرب في أوكرانيا حالة من الجمود العسكري والاستنزاف السياسي والاقتصادي لجميع الأطراف.

المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، وصف المحادثات بأنها «مُجدية إلى حد كبير»، مشيراً إلى أنها فتحت «قناة ضرورية» لتبادل المعلومات بين القيادتين الروسية والأميركية. هذا التصريح يحمل أبعاداً أعمق من مجرد لقاء بروتوكولي، إذ يعكس رغبة ضمنية لدى موسكو – وربما ترامب نفسه – في صياغة ملامح مبكرة لأي تسوية محتملة قد تترافق مع تحولات محتملة في البيت الأبيض في العام المقبل.

ترامب يدخل على خط النزاع

منذ تولّيه منصب الرئاسة مجدداً في يناير، يُظهر ترامب انخراطاً متزايداً – وإن كان غير رسمي – في النزاع الأوكراني. فبالرغم من وجود قنوات رسمية أميركية تتواصل مع كل من موسكو وكييف، فإن تلك المحادثات لم تُثمر حتى الآن عن وقف شامل لإطلاق النار، ما دفع ترامب إلى التعبير عن استيائه علنًا، داعيًا موسكو إلى "التحرك"، كما وصف الحرب بأنها "عبثية" راح ضحيتها "آلاف الأرواح".

ترامب الذي لطالما تبنّى خطابًا ناقدًا للدور الأميركي في تمويل الحرب الأوكرانية، يسعى – على ما يبدو – إلى تقديم نفسه كصانع سلام بديل، خاصة في ظل تراجع شعبية الإدارة الحالية بسبب التكلفة الباهظة للحرب والتضخم المتصاعد داخليًا.

غموض حول لقاء محتمل بين بوتين وترامب

رغم أجواء الانفتاح النسبي، أكد بيسكوف أنه "لم يُطرح في المحادثات مع ويتكوف أي احتمال للقاء مباشر بين بوتين وترامب"، مشددًا على أن "أي اجتماع من هذا النوع يتطلب إعداداً دقيقاً"، ما يوحي بأن الجانب الروسي يفضّل التعامل مع المبادرة كقناة اختبار للنيات، وليس كمسار تفاوضي رسمي حتى اللحظة.

ويبدو أن الطرفين يُدركان حساسية التوقيت والرسائل التي يمكن أن تُفهم من أي لقاء مباشر، خصوصاً في ظل الانتخابات الأميركية القادمة، والصورة التي يسعى كل من ترامب وبوتين لترسيخها أمام قواعدهما.

هل هي بداية لتسوية.. أم جولة مناورات؟

يبقى السؤال الأبرز: هل يمكن أن تُشكّل هذه اللقاءات خطوة أولى على طريق تسوية سياسية جدية، أم أنها مجرد جولة جديدة من المناورات التكتيكية التي تهدف إلى كسب الوقت وإعادة التموضع قبل التصعيد القادم؟

الجواب مرهون بعدة عوامل؛ أهمها تطورات الميدان في أوكرانيا، واستجابة كييف لأي طروحات جديدة، إلى جانب مواقف الدول الأوروبية المتوجسة من أي "صفقة كبرى" قد تُبرم على حساب مصالحها الأمنية.

في كل الأحوال، فإن عودة الحديث عن لقاءات خلفية بين موسكو ومبعوثين غير رسميين لواشنطن تفتح باب الاحتمالات مجددًا، بعد شهور من الجمود، وتجعل من العام 2025 عامًا حاسمًا ليس فقط لمسار الحرب، بل لمستقبل التوازنات الدولية بأكملها.



موضوعات متعلقة