اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

هل يجبر القضاء الأمريكي شركة «ميتا» على التفكيك أو بيع «إنستجرام»؟ محاكمة تاريخية

مارك زوكربيرج
مارك زوكربيرج

انطلقت يوم الاثنين في واشنطن أولى جلسات المحاكمة في قضية مكافحة الاحتكار التاريخية المرفوعة ضد عملاق التواصل الاجتماعي شركة ميتا.

ويزعم محامو لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية أن الشركة سحقت منافسيها بشكل غير قانوني من خلال شرائها إنستجرام وواتساب قبل أكثر من عقد.

وصرّح دانيال ماثيسون، محامي لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، "أن شركة ميتا ارتأت أن المنافسة ستكون صعبة للغاية، ولذلك قررت أن شراء شركات منافسيها سيكون أسهل من منافستهم".

وردّت ميتا بأن الدعوى القضائية المرفوعة من لجنة التجارة الفيدرالية، التي راجعت ووافقت على عمليات الاستحواذ هذه، "مضللة".

وجادل محامي ميتا، مارك هانسن، بأن الشركة "استحوذت على إنستجرام وواتساب لتحسينهما وتطويرهما والعمل على نموهما جنباً إلى جنب مع فيسبوك".

هل سيجبر زوكربيرج على تفكيك الشركة؟

وقد يُجبر فوز لجنة التجارة الفيدرالية الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، على تفكيك الشركة.

وقد يشمل ذلك فصل تطبيق مشاركة الصور إنستجرام عن تطبيق خدمة الرسائل واتساب تماماً بحيث لا يكون التطبيقان في شركة واحدة ومملوكان لجهة واحدة، أو بمعنى آخر، بيع أحدهما أو كليهما.

وأوضحت لجنة التجارة الفيدرالية أن الشركة دفعت مليار دولار عند استحواذها على إنستجرام عام 2012، وهي تكلفة مبالغ فيها. وبعد عامين، اشترت واتساب مقابل 19 مليار دولار.

وتقول ريبيكا هاو ألينسوورث، أستاذة قانون مكافحة الاحتكار في كلية فاندربيلت للحقوق في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي الأمريكية إن "حجة لجنة التجارة الفيدرالية هي أن الاستحواذ على إنستجرام كان وسيلة لتحييد هذا التهديد التنافسي المتزايد لفيسبوك".

وتضيف أن كلمات زوكربيرج نفسه، كتلك الواردة في رسائل بريده الإلكتروني، قد تُقدم الدليل الأكثر إقناعاً في المحاكمة.

وتوضح ريبيكا أن زوكربيرج قال: "إنه من الأفضل الشراء بدلاً من المنافسة"، وهو ما يجعل قوله "دليلاً حرفياً قاطعاً ضده".

وفي يوم الاثنين، أشار محامي لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، إلى مذكرة من زوكربيرج عام 2012 يناقش فيها أهمية "تحييد" إنستجرام. ووصف ماثيسون الرسالة بأنها "دليل قاطع".

من جهتها أكدت شركة ميتا أن عمليات الشراء حسّنت تجربة المستهلك.

وقال محاميها، مارك هانسن، الاثنين، إن "عمليات الاستحواذ التي تهدف إلى التحسين والنمو" لم تُعد إطلاقاً غير قانونية، "ولا ينبغي النظر إليها على أنها غير قانونية هنا".

وتؤكد ميتا أنها تواجه منافسة من مجموعة من التطبيقات الأخرى، مثل تيك توك، وإكس، ويوتيوب، وآي ماسج.

ومن المتوقع أن يدلي كل من زوكربيرج والرئيسة التنفيذية السابقة للشركة، شيريل ساندبيرج، بشهادتيهما في المحاكمة، التي قد تستمر لعدة أسابيع.

تحولات سياسية

رُفعت قضية لجنة التجارة الفيدرالية ضد ميتا خلال الإدارة الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنها تُواجه خطر التسييس خلال ولايته الثانية.

ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فقد ضغط زوكربيرج على ترامب شخصياً للضغط على لجنة التجارة الفيدرالية لسحب القضية وإسقاطها.

وعندما طلبت وسائل الإعلام من المتحدث باسم شركة ميتا تأكيد هذا التقرير أو نفيه، تجنب المتحدث السؤال، لكن الشركة قالت في بيان لاحق "دعاوى لجنة التجارة الفيدرالية ضد ميتا تتناقض مع الواقع".

وقال المتحدث باسم ميتا "بعد أكثر من عشر سنوات من مراجعة لجنة التجارة الفيدرالية لعمليات الاستحواذ التي قمنا بها وإقرارها، فإن إجراء اللجنة في هذه القضية يبعث رسالة مفادها أنه ما من صفقة نهائية على الإطلاق في أمريكا".

وقد توترت العلاقة بين زوكربيرج وترامب جزئياً بسبب منع ترامب من استخدام منصات ميتا للتواصل الاجتماعي بعد أحداث الشغب في مبنى الكابيتول الأمريكي في يناير 2021، لكن منذ ذلك الحين، تحسنت العلاقة إلى حد ما.

فقد ساهمت ميتا بمليون دولار في صندوق ترامب الافتتاحي، وضمت مستشارة ترامب السابقة دينا باول ماكورميك، ورئيس بطولة فنون القتال المختلطة - يو إف سي، دانا وايت، وهو أحد حلفاء ترامب، إلى مجلس إدارة ميتا هذا العام.

كما أعلنت الشركة أيضاً في يناير من العام الجاري أنها ستلغي تعاقدها مع مدققي الحقائق المستقلين، ووافقت على دفع 25 مليون دولار لترامب لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتعليق حساباته بعد أعمال الشغب في مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.

موضوعات متعلقة