اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
في غزة يقنعون الأطفال تناول لحم السلاحف لمواجهة الموت جوعا اليوم ختام اكبر تجمع لمصنعي ملابس الاطفال و الاقمشة في مصر والشرق الاوسط الأجهزة المصرية تنقذ مركب يحمل سياحا أجانب ومواطنين من الغرق في خليج العقبة مصر تحبط مخططات تستهدف الأمن القومي الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.. مرونة شعبية مقابل تصلب سياسي.. هل تنقذ الدبلوماسية ما أفسدته الرسوم؟ صرخة في وجه العالم.. «الأغذية العالمي» يحث الجميع على إعطاء الأولوية لاحتياجات أهل غزة في عيد الفصح.. بابا الفاتيكان يرفع صوته الضعيف ويندد بالوضع المأساوي بغزة والعالم عدوان مركّب.. حين تتحوّل جنين إلى ثكنة.. وغزة لمقبرة جماعية المبعوث الأمريكي لأوكرانيا يكشف عن هدنة قريبة قصة ”الظرف المختوم” الذي يمتلكه رئيس الشاباك الإسرائيلي ضد نتنياهو هدنة عيد الفصح بين روسيا وأوكرانيا.. محاولة مؤقتة للسلام تنهار تحت نيران التشكيك والتصعيد باكستان وأفغانستان بين شبح الانفجار والانفراج.. تفاهمات أمنية وتجارية

بين اليين واليانج ورسوم الجمارك.. الصين تدعو للتوازن وتحذر من التصعيد في مواجهة واشنطن

السفير الصيني لدى الولايات المتحدة شيه فنج
السفير الصيني لدى الولايات المتحدة شيه فنج

في خضم تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، أطلقت الصين، عبر سفيرها في واشنطن، شيه فِـنغ، رسالة مزدوجة تجمع بين دعوات التهدئة وتحذيرات الردع، مجددة تمسكها بمبدأ "التعايش السلمي"، لكنها في الوقت نفسه أكدت استعدادها للرد على السياسات الأميركية التصعيدية، لا سيما ما يتعلق بالرسوم الجمركية.


جاءت تصريحات شيه خلال مناسبة عامة بالعاصمة الأميركية، حيث شدد على أن فرض الرسوم الجمركية المتبادلة لا يهدد العلاقات الثنائية فحسب، بل يضع الاقتصاد العالمي برمّته أمام مخاطر الركود والانكماش. في سياق تحليلي لواقع التوترات، استعاد شيه تجربة الكساد الكبير في ثلاثينات القرن العشرين، رابطًا بينها وبين الرسوم الجمركية الأميركية في ذلك الحين، ليؤكد أن السياسات الحمائية لم تكن يوماً وسيلة للنهوض الاقتصادي، بل بداية لانهيارات متتالية.


لغة رمزية ودبلوماسية ناعمة بطابع شرقي


في خطاب لافت تميز باستخدام رمزية الطب الصيني التقليدي، دعا شيه فِـنغ إلى ما وصفه بـ"تحقيق الانسجام" بين الصين والولايات المتحدة، مستخدمًا استعارة "اليين واليانج" للدلالة على ضرورة التوازن بين القوتين المتنافستين. فكما أن وصفة الطب الصيني تجمع مكونات مختلفة لتحقيق الشفاء، رأى أن العلاقات الدولية – وبخاصة بين بكين وواشنطن – تحتاج إلى تنوع وتكامل لا إلى صراع وإقصاء.
قال السفير: "الأرض واسعة بما يكفي لاستيعاب كل من الصين والولايات المتحدة"، داعياً إلى تجاوز عقلية "الصفرية" وتبني منطق "الربح المتبادل"، بدلًا من الدخول في فخ "الخسارة للجميع".


خلفية تجارية متأزمة وغياب الحوار الرسمي


تصريحاته جاءت في وقت بالغ الحساسية، حيث وصلت الحرب التجارية إلى مراحل متقدمة من التوتر، مع فرض رسوم جمركية تزيد عن 100% في الاتجاهين، فضلاً عن مجموعة من القيود الاقتصادية والثقافية المفروضة من الطرفين. كما أن العلاقات شبه مجمدة على مستوى الحوار السياسي رفيع المستوى، على عكس ما يجري بين واشنطن ودول أخرى مثل اليابان وتايوان التي بدأت أو تستعد لمفاوضات بشأن الرسوم الجديدة.
وفي موقف يتسم بالتباين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المحادثات مع الصين "جيدة للغاية"، دون أن يكشف عن طبيعتها أو تفاصيلها، مما يزيد الغموض حول مسار العلاقات المستقبلية.

ردود فعل صينية داخلية على السياسات الأميركية

الخطاب الحاد لم يكن مقتصرًا على المستوى الدبلوماسي فقط، إذ هاجمت أكبر رابطة لبناء السفن في الصين مؤخرًا الخطط الأميركية لفرض رسوم على السفن المرتبطة ببكين، مما يشير إلى أن الرد الصيني لن يكون مقتصرًا على الأقوال، بل قد يتطور إلى إجراءات انتقامية تشمل قطاعات صناعية وخدمية.


في ذات السياق، أكد شيه أن بلاده لا تسعى للحرب التجارية، لكنها لن تتوانى عن الرد إذا ما فُرضت عليها إجراءات تمس سيادتها ومصالحها الاقتصادية. موقف يتماهى مع السياسة الصينية التي تمزج بين الدبلوماسية الطويلة النفس، والجاهزية للردع حين يُختبر صبرها.

الخطاب الصيني في هذه المرحلة يحمل نبرة جديدة من التوازن بين الدعوة للحوار والإنذار من التصعيد. فالصين، التي تطورت من قوة نامية إلى لاعب محوري في الاقتصاد العالمي، باتت ترفض أن تُعامل كطرف ثانوي في العلاقات الدولية. وفيما تدعو واشنطن للتعامل بندية واحترام، فإنها تلوّح بالرد القوي على السياسات التي تراها استفزازية أو غير عادلة.


في الوقت نفسه، تبقى هوّة الثقة بين الطرفين عميقة، ما لم يُفتح حوار استراتيجي حقيقي يعالج جذور الخلافات لا أعراضها، ويُعيد ضبط العلاقة على أسس أكثر استقراراً وتكافؤاً.

موضوعات متعلقة