رئيس التحرير يحاور الإعلامي الكبير الدكتور معتز صلاح الدين حول دور الإعلام التقليدي والجديد في التأثير العالمي
- الإعلام التقليدي خسر معركة التأثير العالمي أمام الإعلام الجديد بمواقع التواصل
- ويجب عن سؤال دور الإعلام الإسلامي في التأثير وتغطية أحداث غزة الأخيرة
- ويكشف تفاصيل مشروع إعداد موسوعة الشخصيات النسائية العربية الرائدة
- 70% نسبة تأثير إعلام وسائل التواصل في الرأي العام الغربي
- هذا هو دور شبكة إعلام المرأة العربية عالميًا وفي منظمة الأمم المتحدة
- ورسالة قوية لحركة الإيغور العالمية بعد موقفها المتخاذل تجاه أحداث غزة
- ويجيب عن سؤال: ماذا نفعل كي يكون لدينا إعلامًا إسلاميًا قويًا؟
- ورسالة مهمة لاتحاد العالم الإسلامي ودوره الإعلامي المتميز
له باع كبير في العمل الإعلامي والصحفي داخل مصر وعلى مستوى الدول العربية، يمتلك رؤية واضحة في تطوير المؤسسات الإعلامية والوصول بالخطاب إلى الجمهور المستهدف، فأضحى بين أبرز الإعلاميين في مصر والعالم العربي، لما يتملكه من رؤية متميزة للواقع الإعلامي وخطط التطوير والانتشار.
هو المستشار الإعلامي غير المتفرغ لجامعة الدول العربية، كما أنه شغل منصب عضو المجلس الأعلى للصحافة في جمهورية مصر العربية مدة 14 سنة، إنه الإعلامي الكبير الدكتور معتز صلاح الدين، والذي كان لنا معه هذا الحوار حول رؤيته لوضع الإعلام الإسلامي المتخصص، وكذا الإعلام العربي العام في الوصول إلى التأثير العالمي وخلق رسالة قوية في القضايا الإقليمية الراهنة، وخاصة أحداث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد نحو 16 ألف فلسطيني نصفهم من الأطفال، وإصابة أكثر من 50 ألفًا آخرين؛ وإلى نص الحوار:-
بداية حدثنا عن دور الإعلام المصري والإسلامي في تغطية أحداث غزة الأخيرة وهل هناك تقصير في عرض القضية على الرأي العام العالمي؟
نعم أرى أن الإعلام التقليدي عرض القضية بشكل جيد، لكن أستطيع أن أقول إن الإعلام غير التقليدي وهو الإعلام الجديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي عرض القضية بشكل أكبر لأنه يصل إلى جمهور أكبر، ونجح في الوصول إلى تأثير كبير على الرأي العام العالمي لكسب التعاطف تجاه القضية الفلسطينية.
كيف ترى تأثير الإعلام الجديد أو مواقع التواصل الاجتماعي كوسائل إعلامية؟
أنا أقوم بإعداد دراسة متخصصة كل 6 أشهر عن مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وأظهرت آخر إحصائية منذ عدة أشهر أن هناك 283 مليون مستخدم عربي للفيس بوك وتويتر وإنستجرام وبالطبع استطاعوا إيصال الصور والفيديوهات للأحداث الدامية في قطاع غزة إلى العالم بشكل فوري وسريع وتشكيل كتلة تأثير كبيرة على الرأي العام الامريكي والأوروبي حتى باستخدام اللغة الإنجليزية والفرنسية، والذي بدأ ينحاز للقضية الفلسطينية ويدعم المقاومة في غزة متخليًا عن التأثير الإسرائيلي الكبير عبر وسائل الإعلام الغربية التقليدية وكذا اللجان الإلكترونية التابعة للأجهزة الأمنية للاحتلال.
ما هو الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في المعركة الإعلامية بين تضلل الإعلام الإسرائيلي والواقع في قطاع غزة؟
أستطيع أن أقول الآن: إن المقاومة الفلسطينية انتصرت على الاحتلال الإسرائيلي إعلاميًا بفضل التعاطف الإنساني الواسع، والتظاهرات التي وصلت لمئات الآلاف والملايين في بريطانيا وفرنسيا وأمريكا والعديد من الدول الأوروبية، حتى شعوب أمريكا الجنوبية طردت سفراء الاحتلال، وجنوب إفريقيا طردت السفير واشتكت إسرائيل أمام المحكمة الدولية، وهذا كله بفضل الإعلام الجديد.
برأيك كم نسبة تأثير الإعلام الجديد على الرأي العام العالمي مقارنة بالإعلام التقليدي؟
تأثير الإعلام غير التقليدي وهو الإعلام الجديد الذي أصبح يشكل نسبة 70% من التأثير العالمي الآن في القضية الفلسطينية بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل 30% للإعلام التقليدي عبر الفضائيات والصحف والإذاعات العربية والإسلامية. وهذا تأثير الإعلام الجديد بفضل وجود جيل جديد فاهم ومستعوب يستطيع الوصول إلى الغرب، أكثر من الإعلام التقليدي الذي نخاطب فيه أنفسنا فقط.
أسست شبكة إعلام المرأة العربية الأشهر في الوطن العربي حدثنا عن دورها وآليات عملها؟
نعم بفضل الله نجحت في تأسيس شبكة إعلام المرأة العربية وأرأس مجلس إدارتها منذ مارس 2015 وتضم 6200 عضو في لجان الشبكة، و360 شخصية قيادية، 2% منهم رجال، و98% نساء في 20 دولة عربية و9 دول أوروبية حيث نساء المهجر، و4 ولايات أمريكية.
ما هو تأثير الشبكة عالميًا وهل لكم تعاون من منظمات دولية المرأة العربية؟
نعم بالطبع تم تسجيل الشبكة واعتمادها في إدارة الإعلام بالأمم المتحدة بعد 4 سنوات ونصف من التأسيس، وتحديدًا يوم 7 سبتمبر 2019، ونحضر اجتماعات بشكل متتابع في الأمم المتحدة، ونخطرها ببيانات الشبكة التي تصدر بشكل دوري.
والشبكة هي أكبر مظلة إعلامية نسائية عربية في الفترة الحالية، ولنا العديد من المبادرات وإصدارات كثيرة مثل: موسوعة الشخصيات النسائية العربية الرائدة، وأصدرنا من الموسوعة 4 أجزاء ووصلنا لرصد 1450 شخصية نسائية رائدة، اخترنا من بينهن 123 شخصية على 4 أجزاء، ونعمل على الإصدار الخامس الذي يتم كل 4 أشهر.
ما هي المبادرات التي أطلقتموها في شبكة إعلام المرأة العربية؟
أطلقنا العديد من المبادرات مثل مبادرة: هنسمعك ونساعدك لا تنتحر، ونجحنا خلال عام ونصف العام في إنقاذ 30 شخصًا من 9 دول، وكذا مبادرة لا للطلاق، ومبادرة أنا إنسانة لا تؤذيني، ومبادرة استعادة دور الأسرة والمدرسة والإعلام التوعوي، ويصدر عنها توصيات من ضمن التوصيات: القائمة السوداء للألعاب الإلكترونية الخطرة.
خرجت بيانات التنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بينما وجدنا حركة تدعى حركة الإيغور العالمية تدين حركة المقاومة حماس في عملية طوفان الأقصى، وهو أمر مستغرب أن تقوم بهذا الأمر حركة تنتسب إلى الإسلام فتظهر وكأنها تدعم الاحتلال الإسرائيلي وتنتقد المقاومة الفلسطينية التي تسعى لتحرير أراضيها من الاحتلال؛ كيف ترى بينا حركة الإيغور في هذا الشأن؟
من الواضح عدم اطلاع هذه الحركة على وسائل الإعلام ودورنا أن نتحدث إليهم باللغة التي يفهمونها ونفهمهم أن المقاومة تدافع عن شعب مظلوم منذ 75 عامًا وأن المقاومة مشروعة في كل الأديان والقوانين الدولية، ويفترض ان هذه الحركة إسلامية وتعرف أن الجهاد هو من أساسيات الإسلام، والظروف الخاصة بالصين وحجب مواقع التواصل قد تكون سببًا في عدم معرفتهم الوضع بشكل صحيح في فلسطين.
لدينا 57 دولة في منظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الإذاعات الإسلامية، هل ترى أننا نمتلك إعلامًا إسلاميًا قويًا؟
المنظمات الإعلامية الإسلامية الآن قديمة ولم تطور من آلياتها ولازالت تعيش عصر الصحافة الورقية، والإعلام الإسلامي الآن ليس له دور ملموس للأسف، وقد نخاطب بعضنا البعض ولكن لا نخاطب الغرب بلغته التي يفهمها، وهناك تقصير من قبل المؤسسات الإعلامية العامة والإسلامية.
برأيك ماذا نفعل كي يكون لدينا إعلام إسلامي قوي؟
نستطيع أن نكون إعلامًا إسلاميًا قويًا من خلال استغلال وجود 1200 مراسل أجنبي في جمعية المراسلين الأجانب في مصر نستطيع مخاطبتهم لتغطية الفعاليات ونشر الأخبار والتقارير التوعوية، ونستطيع إنتاج أفلام وثائقية تخاطب وتصل للعالم الغربي، وللأفلام التسجيلية دور كبير جدًا في التأثير العالمي.
رسالة أخيرة لموقعنا اتحاد العالم الإسلامي بعد مطالتك المحتوى الذي نقدمه؟
موقع اتحاد العالم الإسلامي لديه رؤية واضحة، ويمتلك هيكلًا تحريريًا متميزًا، ويعد لبنة أولى في إعلام إسلامي حقيقي وقوي، ونتمنى التحرك بفاعليات كبيرة ونتمنى التعاون بين شبكة إعلام المرأة العربية، واتحاد العالم الإسلامي عبر إقامة فعاليات وبروتوكولات تعاون لخدمة الرسالة الإعلامية العربية والإسلامية عالميًا.