علماء الدين في تصريحات لاتحاد العالم الإسلامي: يجوز التبرع بمال حج النافلة لدعم غزة
انطلقت دعوات من بعض المتعاطفين مع القضية الفلسطينية وتداعياتها المؤلمة في غزة، مطالبين الراغبين في أداء فريضة الحج التبرع بأموالهم لدعم أهل غزة.
اتحاد العالم الإسلامي عرض المقترح على علماء الدين الذين اتفقت كلمتهم على أن التبرع بأموال حج التطوع أولى لدعم أهل غزة، بينما أكدوا أن الحج يجب على الشخص القادر مالياً وجسدياً وجوباً عينيا لا يسقط عنه، بينما الجهاد فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
أوضح د. أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن أبواب الخير واسعة وحينما ذكر الله تعالى أبواب الزكاة أورد فيها ثمانية أصناف، وجاء الصنف الثامن وهو في سبيل الله ليشمل كل أبواب الخير من المستجدات، ولذلك فإن الراغب في عمل الخير يمكنه الإعتماد على ذلك المصرف في دعم المنكوبين من أهل غزة، لذلك فإن الفتوى قائمة على أنه يجوز إخراج الزكاة كاملة لدعم أهل غزة، بل يمكن أيضاً تقديم إخراج الزكاة لمدة عام لدعمهم باعتبار أن المحافظة على دماء المسلمين من أعلى مقاصد التشريع الإسلامي، أما بالنسبة لتقديمهم على آداء الحج فإن ذلك جائز في زحج النافلة فقط، أما بالنسبة لحج لافريضة فإنه غير جائز.
فيما أوضح د. مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية السابق أن حج النافلة يجوز لصاحبه التبرع بماله لدعم أهل غزة في بناء منازلهم تعمير مرافقهم الأساسية وبنيتهم التحتية التى تهدمت نتيجة القصف الوحشي الإسرائيلى، حيث سقطت عن المتبرع حجة الفريضة التى تتعلق بشخصه طالما امتلك القدرة عليها، أما دعم المنكوبين أو المدافعين عن أوطانهم فإن دعمهم فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
بينما أكد د. أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن حج الفريضة متعلق برقبة صاحبه طالما توافرت لديه القدرة المالية وقد بلغ من حرص الفقهاء على أداء فريضة الحج أنهم أباحوا للمسلم الإقتراض لأداء الفريضة طالما كان قادرا على السداد، أما إذا كان الراغب في الحج يريد التزود من الخير بالحج مرة ثانية فإنه يجوز له ترتيب الأولويات وتقديم المصالح حسب أهميتها، وليس هناك مصلحة أولى من المحافظة على بقاء الإنسان باعتباره مقصد التشريع الإلهي وبنيان الرب وموضع تكريمه بين خلقه.