مبادرة الحزام والطريق مستقبل أفضل للعالم.. لماذا؟ (1-2)

في حفل افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن السنوات العشر أثبتت أن البناء المشترك للحزام والطريق يقف على الجانب الصحيح من التاريخ، ويتوافق مع منطق التقدم في هذا العصر، وأنه المسار الصحيح للبشرية عند نقطة بداية تاريخية جديدة.
وقال الرئيس الصيني إن مبادرة للحزام والطريق تفتح آفاقًا مشتركة، ومن شأنها أن تحقق التعاون المشترك بين الصين وجميع الأطراف في المستقبل.
هذا ما قاله الرئيس الصيني في افتتاح الدورة العاشرة، فإن مبادرة الحزام والطريق تسعى إلى بناء مشترك بين الدول المشاركة فيه، ونقل روح طريق الحرير القديم كما قال الرئيس الصيني يخلق انفتاحًا وتعلمًّا متبادلًا ومنفعة متبادلة وقوة للبناء المشترك للحزام والطريق؛ لأن طريق الحرير -عندما كان يأتي الحرير من الصين إلى دول أخرى- يُعتبر تراثًا تاريخيًّا مشتركًا للدول والشعوب من الأعراق والمعتقدات والخلفيات الثقافية في قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، وهو رمز مهم للتبادل والتعاون بين الشرق والغرب.
ويسعى البناء المشترك للحزام وللطريق إلى توارث وتعزيز روح طريق الحرير واستحضار ذكريات الناس المتعلقة بطريق الحرير المزدهر وإعادة إحياء روح طريق الحرير في العصر الجديد، وهذا يتماشى مع المفهوم الصيني المتمثل في تحقيق السلام العالمي، وأيضًا يتماشى ويتوافق مع اتجاه العصر من أجل السلام والتنمية والتعاون المشترك.
هذا البناء المشترك للحزام والطريق يحقق استفادة مشتركة، ليس للدول المشاركة فيه فقط، ولكن للعالم أجمع؛ لأن التحديث الصيني يعزز كل من هو يفيد الآخر.
وقد ذكر الرئيس الصيني أن الصين لا تسعى إلى تحقيق التحديث في الصين فقط، ولكن لدول العالم أجمع. هذا هو المفهوم الصيني الذي تسعى الصين لتطبيقه في علاقتها مع الدول على خلاف أطراف أخرى منها الولايات المتحدة التي تسعى للهيمنة وليس لإفادة الدول الأخرى أو تحقيق أي استفادة لها أو تحديث هذه الدول، بل تريدها أن تظل دائمًا في وضع أقل منها وتحتاج إليها، ودول أخرى تنهب ثرواتها الطبيعية وكوادرها البشرية لتجريدها من أي عوامل قوة في المستقبل.
ولذلك؛ نجد أن الصين قامت بتوثيق مجالات التعاون باستمرار وتواصل سياسي فوقعت الصين أكثر من 230 وثيقة تعاون بشأن البناء المشترك للحزام والطريق مع أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية، وأقامت ثلاث دورات من منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي وأنشأت أكثر من 20 منصة تعاون في مجالات متخصصة.
كما تم بناء وتشغيل مشروعات رئيسية مثل خط السكك الحديد بين الصين ولاوس، وخط السكة الحديد بين جاكرتا وباندونح وميناء بيرايوس وغيرها؛ ما يشكل نمط الترابط والتواصل عبر الأرض والبحر والجو والإنترنت، وبما يتعلق بالتواصل التجاري؛ حيث بلغ إجمالي حجم الاستيراد والتصدير بين الصين والدول المشاركة في الحزام والطريق 19 تريليون دولار أمريكي من عام 2013 إلى عام 2022، وتجاوز الاستثمار الثنائي 280 مليار دولار.
كما قامت الصين بتنظيم خمس دورات من معرض الصين الدولي للاستيراد مع 28 دولة؛ ولذلك فإن مشروع الحزام والطريق يفتح آفاقًا كبيرة للدول المشاركة في للتعاون المشترك وللتصدير إلى الصين عبر المنصات التجارية ومواجهة التطورات وتعزيز التطوير من خلال الابتكار التكنولوجي والتحديث لتلك الدول؛ فالسنوات العشر التي مرت منذ طرح رئيس جمهورية الصين شي جين بينغ مبادرة وفكرة الحزام والطريق -المشروع التنموي العملاق الذي سارعت معظم دول العالم إلى الانضمام إليه والاستفادة منه- تكشف للعالم أن الصين تسعى لإيجاد عالم بلا قطب واحد ولا تتمنى أن يكون العالم قائمًا على تبعية وخدمة بعض السكان للبعض الآخر، ولكن تسعى رافعة شعار التنمية للجميع، ومن أجل الجميع، ومشروع الحزام والطريق هو الجسر للعبور عليه لهذا العالم الأفضل.