هل تجب خدمة المرأة لزوجها؟ النبي ﷺ يُجيب
في ظل التطورات الاجتماعية الحديثة، أصبح سؤال حول واجب المرأة خدمة زوجها أو العكس يثير الكثير من الحديث والبحث. يبدو أن الرجال والنساء أصبحوا كفرقتين يسعى كل منهما لتأكيد صحة وجهة نظره، حيث يؤكد البعض على ضرورة خدمة المرأة لزوجها، بينما تطالب النساء بحقها في أن يأتي الزوج بالخدمات لها.
وتأتي هذه الجدليات في سياق اختلاف الفقهاء بشأن واجب خدمة المرأة لزوجها، حيث يرى الجمهور أنه لا يجب عليها ذلك، بينما يعتبر بعض أهل العلم أنه واجب. يأتي في هذا السياق حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أكد على أهمية طاعة الزوجة وخدمتها لزوجها.
وجوب خدمة المرأة في بيت زوجها
وفي الصحيحين «أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يديها من الرحى، وتسأله خادما فلم تجد النبي صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا في بيته ، فذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها ، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته، قال علي: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبنا نقوم ، فقال : ( مكانكما ، فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على بطني ، فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم. قال علي: فما تركتها بعد، قيل: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين).
وجوب خدمة المرأة لزوجها، منصوص عليه في أحاديث النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فقال: «لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أن رجلاً أمر امرأته أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود، ومن جبل أسود إلى جبل أحمر لكان نولها أي [حقها] أن تفعل»؛ ومن هنا قال بعض الأئمة: "فهذه طاعته فيما لا منفعة فيه، فكيف بمؤنة معاشه؟"، كما كان يأمر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم نساءه بخدمته فيقول: «يا عائشة أطعمينا، يا عائشة هلمي المدية واشحذيها بحجر».
رأي ضعيف
ومن جهة أخرى، يعكس موقف الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، والذي يشدد على أن المرأة لا تُلزم بخدمة زوجها، ويعزو ذلك إلى مكارم الأخلاق والتبرع من دون وجوب. هذا التفاوت في الآراء يظهر أن المسألة ليست بسيطة وتحتاج إلى فهم أعمق ومراعاة للسياق الثقافي والديني.