اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

حرب الخنازير في غزة.. بقلم محمود نفادي

عنوان هذا المقال صاحبه، مواطن اسرائيلي عضو في بلدية حيفا باسرائيل، ويدعى كبريل كارتينك الذي قدم اقتراحا لرئيسة بلدية حيفا، عينات كليش، بإرسال مئات، بل آلاف الخنازير الموجودة في مدينة حيفا والتي تسبب أضرارا كبيرة للمدينة وسكانها إلى غزة، للمشاركة في الحرب الدائرة هناك والعدوان الاسرائيلي الوحشي والبربري على سكان غزة والمدنيين نيابة عن جنود الجيش الإسرائيلي الذين يتساقطون على أرض غزة بسبب صمود وبسالة شباب حركة المقاومة الفلسطينية حماس الأبطال .

عضو بلدية حيفا هدف من اقتراحه خفض عدد القتلى من الجنود الاسرائيليين يوميا على يد المقاومة الإسلامية "حماس" التي كبدت الجيش الإسرائيلي مئات القتلى حتى الآن؛ فوفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن الجيش الاسرائيلي، والمشكوك فيها، فإن عدد القتلى من الجنود الاسرائيليين حتى الآن، منذ السابع من أكتوبر، بلغ 445 ضابطا وجنديا، وهناك أنباء أن العدد تجاوز 1000 ضابط وجندي قتيل، واكثر من 5000 جندي وضابط جريح.

عضو بلدية حيفا، ولأنه يخشى على جنود اسرائيل من ضربات المقاومة وقتلهم على ارض غزة اقترح ارسال آلاف الخنازير الى غزة للمشاركه في المعركه الدائرة هناك، على ان يتم الدفع بهم إلى الأماكن الملغمة بالمتفجرات قبل ان يدخل الجنود اليها، وايضا الدفع بهم داخل الانفاق حتى يمكن اجبار المقاومة الاسلاميه "حماس" على الخروج منها، وكشف جغرافية هذه الانفاق، أي أماكنها وأعماقها تحت الأرض، وحجم كل منها، ومدى استفادة المقاومين منها.

كبريل كارتينك، صاحب هذا الاقتراح الغريب والعجيب يعلم جيدا ان الخنزير هو اقذر حيوانات الارض، وانه حيوان ملعون في كافه الأديان والحضارات، وخاصه في الديانة الاسلامية، حيث حُرم على المسلمين أكله، بأمر من الله سبحانه وتعالى، وصار على ذلك جميع المسلمين تأييدا لنظرية أن لحم الخنزير ضارة جدا بالصحة.

واستنادا لعدد من الآيات القرانيه مثل الآية "173" من سوره "البقرة"، والتي تقول: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ}، وأيضا، ورد ذلك في سورة "الأنعام" الآيه "145"، التي تقول: {قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.

وفي "النحل" الآية "115"، و"المائدة" الآية "3."، ويقول الله سبحانه وتعالى، بشكل واضح حول ما يجب على المؤمن عدم تناوله وبالرغم من التحريم الذي كان عاما، (مَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ)، إلا أنه في الآيات السابقة، خصص الخنزير دون سواه كحيوان مستقل وحصري، وهذا التخصيص يفتح مجالا للتساؤل حول السبب في رفض الأديان للخنزير بتسمية واضحة ومحددة في القرآن الكريم. فمنذ آلاف السنين، ظهر حيوان الخنزير كحيوان ملعون محرم ومكروه في كل الأديان الابراهيمية، حتى الحضارات القديمة لم يسلم هذا الحيوان من لعنها له.

وقد حرم الله -تعالى- لحم الخنزير؛ لأنّه من الخبائث التي تستقذرها النفس البشرية السوية المستقيمة على الفطرة الصحيحة، والله -تعالى- حرّم كلّ خبيث على الإنسان، وأحلّ له الطيبات، فيجب التسليم والخضوع لأمر الله، سبحانه وتعالى.

كما أن الخنزير يعد سبعاً من السباع؛ وثبت عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كُلُّ ذِي نابٍ مِنَ السِّباعِ فأكْلُهُ حَرامٌ)، فهذا دليلٌ على تحريم أكل لحم الخنزير.

والغريب، أن عضو بلدية حيفا "الخنزير الاسرائيلي البشرى"، كارتنك، تناسى أو تجاهل أن حرب غزة الدائرة الآن فعلا، تدور بين شباب حماس وخنازير اسرائيل، فالجنود الاسرائيليون هم أقذر جنود الأرض، وأسوء جنود الارض، وملعونون من كل الأديان والحضارات، والبشر جميعهم، بسبب المجازر التي يرتكبونها في حق الشعب الفلسطيني، وأطفال ونساء وشيوخ غزة، والحصار والتجويع وهدم دور العبادة، والمستشفيات وقتل الاطفال الرضع في الحضانات.

فربما يكون حيوان الخنازير أرحم على الشعب الفلسطيني من الخنازير البشرية التي تحارب الآن في غزة وتقتل الاطفال والنساء والشيوخ دون رحمة. فاقتراح كيري كارتنك عضو بلدية حيفا بارسال آلاف الخنازير الى غزة مطبق فعلا على الارض، وليست هناك حاجه لارسال مزيد من الخنازير للقيام بالحرب بالوكاله نيابه عن الخنازير البشرية لجيش الاحتلال الاسرائيلي.

فعضو بلدية حيفا، رغم ان هدفه هو تخفيف عدد القتلى من خنازير الجيش الاسرائيلي والتضحية بالخنازير الحقيقية بدلا منهم.

فالحقيقه التي يعلمها كل إسرائيلي أن الحرب الدائرة الآن على ارض غزة، حرب بين حماس وخنازير بشرية ترتدي زي الجيش الاسرائيلي، فلا حاجه لخنازير حيفا، لأن خنازير الجيش الاسرائيلي تقوم بالمهمة على خير وجه، وربما ترفض خنازير حيفا المشاركة فى حرب غزة تاركة المهمة لأقرانهم من خنازير الجيش الاسرائيلي الذين فاقوهم قسوة وخسة، وبالطبع "عفنًا."