مفتهي الجمهورية السابق: ليلة النصف من شعبان يغفر الله لجميع خلقه إلا للمشرك والمشاحن
تحمل ليالي العام الإسلامي العديد من القيم والتعاليم الروحية التي تعزز الروحانية وتعمق العبودية لله تعالى، ومن بين هذه الليالي المباركة تأتي ليلة النصف من شعبان، التي يعتقد الكثيرون أنها تحمل نفحات ربانية خاصة.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق ورئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أن هذه الليلة لها أهمية كبيرة، حيث عظمها الله تعالى وعظمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يتعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة النصف من شعبان من خلال دعائه لربه والتبتل إليه فيها، وروت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها شاهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخرج في إحدى ليالي النصف من شعبان إلى المقبرة، حيث رفع رأسه إلى السماء وقال لها: "أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟" فأجابته بأنها ظنت أنه زار بعض نسائك، فأخبرها بأن الله تعالى ينزل في تلك الليلة إلى السماء الدنيا ويغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب".
وأوضح "كلب قبيلة مشهورة بكثرة الغنم ،وهى كناية من سيدنا رسول الله على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى ، وتعظيم الله تعالى لهذه الليلة يكون باطلاعه تعالى على خلقه; لينزل عليهم فيها رحمته ومغفرته، كما أخبرنا رسول الله : «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» (سنن ابن ماجه).
واستثنى من مغفرته المنزلة في تلك الليلة: المشرك والمشاحن، وتقع الشحناء غالبا بسبب النفس الأمارة بالسوء التي تؤذي الناس; فتفسد الود والوئام القائم بينهم، وقد نصح النبي المسلمين بالبعد كل البعد عن كل ما قد يؤدي إلى بث الفرقة والشحناء بين الناس فقال: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا.
ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه» (صحيح مسلم)، ولا يخفى أن الأشياء المذكورة والوارد فيها النهي في هذا الحديث هي أمور إن التزم بها المسلم وطبقها في كل أموره وأحواله عند التعامل مع أخيه الإنسان فلا شك أن المجتمع بكل أفراده سيشيع فيه الحب والوئام.
واضاف "لا يخفى أننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى التأكيد على قيمة رفع التشاحن والسعي لإصلاح ذات البين، لنستقبل رمضان بنفوس صافية وروح عالية وأعمال متقبلة فلا تفوتنكم هذه النفحات.
أيها المسلم الحريص على رضا ربه، أصلح ذات بينك حتى يقبلك الله تعالى، فاللهم أصلح ذات بيننا ووفقنا إلى ما تحب وترضى.