اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
بدء فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية في الجزائر ميقاتي: ندين العدوان الإسرائيلي على عناصر الدفاع المدني في بلدة فرون جامعة الدول العربية تراقب الانتخابات النيابية في الأردن.. اتفاقية رسمية اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ينتخب مجلس إدارته الجديد ساعة الفيل في واحة الملك سلمان.. عمرها 800 عام من العصر الذهبي للحضارة الإسلامية مقتل 3 من الدفاع المدني اللبناني في هجوم إسرائيلي بعد قتل الناشطة الأمريكية آيسينور ازجي.. رابطة العالم الإسلامي تحدد آلية لحماية الفلسطينيين عائلات المحتجزين: حماس وافقت على صفقة تبادل في يوليو ونتنياهو يتلاعب بالمفاوضات مفتي الديار المصرية: الإصدارات العلمية للأزهر الشريف تتسم بمنهجية دقيقة لتبسيط القضايا الفكرية الأزهر الشريف يعلن انطلاق اختبار العقيدة بالبرنامج العلمي النوعي الاثنين المقبل مرصد الأزهر يحذر من سعي نتـ نيا هو لإشعال حرب دينية شاملة تهدد المنطقة برمتها رئيس الأعلى للإعلام: مصر حريصة على تعزيز التعاون مع جميع الدول الإفريقية

منذ 4000 عام.. لماذا أضحت غزة مطمع الغُزاة على مر التاريخ؟

غزو الاحتلال الإسرائيلي لغزة
غزو الاحتلال الإسرائيلي لغزة

في ضوء التطورات السياسية والعدوان الإسرائيلي الأخير، يبرز تاريخ قطاع غزة الذي يمتد لأكثر من 4000 عام كمؤشر على أهمية المنطقة ودورها المحوري في الديناميكيات السياسية والثقافية في المنطقة. تاريخيًا، لعبت غزة دورًا محوريًا في الدين والقوة العسكرية، فضلاً عن تاريخها كجزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الفلسطينية.

ومنذ فترة الانتداب البريطاني، كانت غزة جزءًا لا يتجزأ من صراع الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال. ولذلك، فإن أي محاولة لإعادة إعمار غزة بعد الحروب المدمرة يجب أن تأخذ في الاعتبار الموقع الاستراتيجي للقطاع في المنطقة.

ويرى الخبراء أن رفع الحصار الكارثي عن غزة وتحفيز التنمية الاقتصادية يعدان أمرًا ضروريًا لاستعادة دورها التاريخي كمفترق طرق حيوي يربط البحر الأبيض المتوسط بشمال أفريقيا وبلاد الشام.

تاريخيًا، كانت غزة واحة خصبة تتميز ببيئة نباتية كثيفة ومريحة، وقيمتها الاستراتيجية لم تكن أقل أهمية، حيث كانت تربط مصر ببلاد الشام. وعلى مر العصور، شهد قطاع غزة تحولات سياسية وصراعات مدمرة بسبب موقعه الجغرافي الحيوي.

وفي العصور الوسطى، كانت غزة مركزًا دينيًا رئيسيًا في المسيحية والإسلام، واستمرت بأن تكون محطة للصراعات بين القوى الكبرى في المنطقة. وخلال فترة الاحتلال البريطاني وبعد ذلك، ازدهرت غزة كمدينة تجارية وثقافية مهمة.

ومع ذلك، فإن الواقع الحالي لغزة، الذي يتسم بالفقر المدقع والمشاكل الإنسانية، يعكس تناقضًا شديدًا مع تاريخها العريق، مما يتطلب تكاتف الجهود الدولية لتحقيق التنمية المستدامة واستعادة دورها التاريخي

انتهت الصراعات والأحداث الحاسمة لعام 1948 بإعلان قيام دولة إسرائيل، وبدأت تأثيراتها في تغيير مسار التاريخ في منطقة الشرق الأوسط. ومن بين الأماكن التي شهدت تداعيات هذا العام الحاسم بشكل كبير هو قطاع غزة، الذي تحول إلى مأوى لآلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين هربوا من بيوتهم بفعل الصراعات المسلحة بين اليهود

تحوَّلت غزة من مركز تجاري حيوي ومنطقة استراتيجية إلى "شريط" من الأرض محاصر بالصحراء ومعزول عن باقي فلسطين. بعد النكبة، واجه اللاجئون الفلسطينيون أوضاعاً صعبة لعدم وجود بنية تحتية ملائمة لاستقبال كل هذه الأعداد المهولة من السكان. وأثناء فصل الشتاء من عامي 1948 و1949، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن وفاة عشرة أطفال يومياً بسبب البرد أو الجوع أو المرض في ظل ظروف إنسانية صعبة.

بالرغم من المحن التي واجهها الفلسطينيون، زُرِعَت بذور النضال والصمود في غزة. وبدعم من الأمم المتحدة، أصبحت "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين محوراً مركزياً في تطلعاتهم. ورغم محاولات إسرائيل ومصر للتعامل مع القضية، استمرت القضية الفلسطينية في التصاعد.

في عام 1967، جاء احتلال إسرائيل الثاني لغزة بعد حرب الأيام الستة، حيث سعت إسرائيل لمحو أي أثر للحدود بينها وبين القطاع، ولكن السكان المحليين أظهروا صمودهم وتمسكهم بالمقاومة، مما دفع الاحتلال الإسرائيلي لاتخاذ إجراءات قمعية.

ومع مرور الزمن، استمرت الصراعات والمظاهرات في غزة، مما جعل القطاع مسرحاً للتصعيد الدائم بين الفلسطينيين وإسرائيل، دون حلول جذرية للقضية الفلسطينية. وما زالت غزة تعاني من الحصار والمعاناة الإنسانية، مع استمرار النضال والصمود للحصول على حقوقهم واستعادة أرضهم المسلوبة

استغلت إسرائيل التوترات في قطاع غزة لتحقيق أهدافها السياسية، وفقًا لبعض القادة الإسرائيليين الذين ادركوا أن مشكلة اللاجئين في غزة لن تنتهي. في عام 1974، قدم شارون اقتراحًا مشابهًا لما اقترحه بن غوريون من قبل بإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي التي احتلتها إسرائيل، ولكن تم رفض الفكرة وبدأت إسرائيل بدلاً من ذلك في استغلال التوترات بين التيارات الفلسطينية.

في الثمانينيات، بدأت إسرائيل في تفتيت القوى الفلسطينية وتأجيج الصراعات بينها في غزة، وحققت نجاحًا مؤقتًا في هذا الصدد. ومع اشتعال الانتفاضة الأولى في عام 1987 من غزة، تحدى الشباب الفلسطيني الجيش الإسرائيلي وتحولت حركة المقاومة "حماس" إلى قوة مؤثرة.

ومع تصاعد الاحتجاجات، زاد الضغط على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى حل سلمي، وأدى توقيع اتفاقية أوسلو في سبتمبر 1993 إلى إنشاء السلطة الفلسطينية وتحديد سلطتها على الأراضي المنسحبة منها إسرائيل. تعززت هذه الاتفاقية بالتواجد الفلسطيني في غزة، حيث انتقل ياسر عرفات إلى القطاع بعد عشرة أشهر من التوقيع على الاتفاقية، وأدت المقاومة الفلسطينية القوية للاحتلال وتكبيده خسائر ضخمة إلى قرار شارون الانسحاب من القطاع في عام 2005، واستمر القطاع محاصرًا منذ ذلك الوقت وأضحى رأس حربة للمقاومة في خاصرة الاحتلال حتى نفذ مؤخرًا عملية طوفان الأقصى وكبد الاحتلال آلاف القتلى، ليعود الاحتلال الإسرائيلي إلى اقتحام القطاع وتدميره باستخدام ما يعادل 3 قنابل نووية حتى الآن.