دعاء نية الصيام في رمضان وأهميتها في العبادة
بعد إعلان أول أيام شهر رمضان الكريم في بعض الدول العربية، يأتي دور النية في تحديد وجهة العبادة، فالنية هي الأساس والقاعدة التي يبنى عليها العمل الصالح، ومن أجل ذلك فإن تحديد نية الصيام في رمضان يعد أمرًا بالغ الأهمية والضرورة.
الفقه وأحاديث النية
توضح الأحاديث النبوية أهمية النية في العبادة، فقد روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". وهذا يعني أن العمل الصالح يقوم على النية الصادقة والخالصة.
دعاء نية الصيام في رمضان
بمجرد استطلاع هلال شهر رمضان والإعلان عن حلوله، يجب على المسلم ترديد دعاء نية الصيام، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بجمع الصيام قبل الفجر قائلاً: "مَنْ لَمْ يَجْمَعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ". وبناءً على ذلك، فإن المسلم ينبغي أن يقول دعاء نية الصيام بعد الإعلان عن بداية رمضان، ويتلوها بهذا الدعاء الذي أصدرته دار الإفتاء المصرية: "اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملاً لوجهك الكريم إيمانًا واحتسابًا، اللهم تقبله مني واجعل ذنبي مغفورًا وصومي مقبولًا".
تنويع الآراء الفقهية
هناك اختلاف في آراء الفقهاء بشأن حكم نية الصيام في رمضان، فبعضهم يرون أنه يجب تجديد النية يوميًا خلال شهر رمضان، ويجب تبييتها قبل الفجر بقول "نويت صيام غد من شهر رمضان".
ومن جهة أخرى، يروي مذهب المالكية أن نية واحدة تكفي لصوم الشهر كاملاً، ويكفي أن ينوي المسلم في الليلة الأولى من رمضان صيام الشهر كله لوجه الله، بينما الفقهاء الأحناف يرون عدم الاشتراط لنية الصيام في رمضان، فالامتناع عن الطعام والشراب يكفي لصحة الصوم.
ووفقًا للجمهور العلمي، يمكن للمسلم تجديد النية في كل ليلة من ليالي رمضان استجابةً لتوصيات دار الإفتاء المصرية.