موريتانيا تستقبل رمضان بهذه العادة الغريبة.. تفاصيل
تستقبل موريتانيا شهر رمضان المبارك كبقية البلدان الإسلامية بروح من الحماس والاستعداد، لكنها تتميز بعادة غريبة وخاصة، وهي حلاقة الشعر بشكل كامل مع بداية الشهر الفضيل.
وتجسد هذه العادة المتوارثة إيمانا عميقا لدى الموريتانيين بأن الشعر الذي ينبت في رمضان جالب للبركة، وله دلالة رمزية على التطهّر الروحي والتخلّص من الذنوب.
رمضان هو شهر مميز في موريتانيا، حيث يتميز بالطقوس الدينية والثقافية الخاصة التي تمتزج بين التقاليد الإسلامية والتقاليد المحلية، تلعب الطقوس الرمضانية دوراً هاماً في حياة السكان الموريتانيين، حيث يعتبر هذا الشهر فرصة لتجديد الإيمان وتقوية العلاقات الاجتماعية.
ومع حلول شهر رمضان، تتحول أماكن الحلاقة في موريتانيا إلى خلية نحل، حيث يتهافت الرجال والأطفال على قصّ شعرهم، ويسود جو من البهجة والسرور.
وتعد هذه العادة موروثا ثقافيا تقليديا حرص المجتمع الموريتاني على توريثه للأجيال الجديدة، وتعزيزه كقيمة أصيلة تُميّز ثقافته.
ولكن بينما ترتبط هذه الظاهرة لدى المسلمين بأداء مناسك العمرة أو الحج، فإنها في موريتانيا تمارس تيمنا بقدوم الشهر الفضيل، إيمانا بفضائله وبركاته.
وتشهد المائدة الرمضانية الموريتانية خلال العام الجاري تغيرا ملحوظا في محتواها، حيث يبتعد الموريتانيون شيئا فشيئا عن أطباقهم التقليدية، خاصة في الوسط الحضري، لصالح حضور متزايد للأطباق العالمية الخفيفة وسريعة التحضير.
ويُعزى هذا التغير إلى العولمة وما نتج عنها من انفتاحٍ على ثقافات وتقاليد الشعوب المختلفة، مما أدى إلى دخول أنواعٍ جديدة من الأطباق إلى المائدة الرمضانية، مثل الفطائر الأجنبية بمختلف أنواعها.
ورغم هذا التغير، إلا أن المائدة الرمضانية الموريتانية ما زالت تحافظ على بعضٍ من خصائصها التقليدية، مثل وجبة "الكسكس" و"النشا" و"المرق" و"التمر".
وتُعد هذه الوجبات فرصة للقاء كافة أفراد الأسرة وتبادل الحديث، كما تشكل رمزا للتكافل والتضامن بين أفراد المجتمع.
وتشهد الليالي الرمضانية في موريتانيا نشاطاً دينياً كبيراً، حيث يتوجه المسلمون إلى المساجد لأداء صلاة التراويح ويُقام في بعض المساجد برامج تلاوة القرآن الكريم والمحاضرات الدينية التي تستمر حتى وقت السحور.
ومن الجوانب الاجتماعية الملحوظة أيضاً في رمضان هو روح التكافل والتعاون، حيث يقوم الأفراد والجماعات بتقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين من خلال توزيع الطعام والزكاة، مما يعكس قيم التراحم والتضامن المتجذرة في المجتمع الموريتاني.
بهذه الطريقة، تشكل طقوس رمضان في موريتانيا لحظات استثنائية تمزج بين العبادة والتقاليد الثقافية والاجتماعية، مما يخلق جواً روحانياً وترابطاً اجتماعياً يعزز الروح المعنوية والتآلف بين أفراد المجتمع.