الشيخ الثاني عشر للأزهر الشريف.. الشرقاوي الذي قاوم نابليون
بعد وفاة شيخ الجامع الأزهر أحمد بن موسى العروسي، في عام 1793 تولى الشيخ عبد الله بن حجازي بن إبراهيم الشرقاوي، منصب ليصبح الشيخ الثاني عشر في ترتيب من تولوا المنصب الرفيع.
وولد الشيخ الشرقاوي عام 1150 هـ في قرية الطويلة بمحافظة الشرقية، وحفظ القرآن الكريم في طفولته، تميز بذكائه ونبوغه، فشد رحاله إلى الأزهر الشريف لطلب العلم، وتتلمذ على يد كبار مشايخه.
تولى الشيخ الشرقاوي مشيخة الأزهر عام 1208 هـ بعد وفاة الشيخ أحمد العروسي، وكان من المرشحين معه لتولي هذا المنصب الشيخ مصطفى العروسي، لكنها آلت إلى الشيخ الشرقاوي، وأسندت له، وتولاها وهو موضع ثقة الجميع.
وواجه الشيخ الشرقاوي خلال فترة توليه العديد من التحديات، حيث تزعم الحركة الوطنية ضد الحملة الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت ضد مصر، وكان له دورا بارزا في مقاومة الحملة الفرنسية، حيث قاد ثورة القاهرة الأولى، وناضل بكل ما أوتي من قوة لطرد الفرنسيين من مصر.
وحفظ الشيخ الشرقاوي، في طفولته القرآن الكريم في القرين حيث نشأ بها، وتطلع إلى المعرفة فشد رحاله إلى الجامع الأزهر حيث درس على كثير من أعلام علمائه، مثل: الشهاب الملوي، والشهاب الجوهري، والعلامة الشيخ علي الصعيدي، والشيخ الإمام الحفني، والشيخ الإمام الدمنهوري.
وتميز الشيخ الشرقاوي بالتسامح والتواضع، وكان له رأي مسموع في الشؤون الدينية والسياسية، كما كان من كبار المتصوفة، وعرف عنه زهده وورعه.
وترك الشيخ الشرقاوي إرثا كبيرا تزخر به المكتبة الإسلامية، وأبرز مؤلفاته "شرح حكم ابن عطاء الله السكندري"، و "العقائد المشرقية في علم التوحيد"، و "رسالة في مسألة أصولية في جمع الجوامع"، و "شرح رسالة عبد الفتاح العادلي في العقائد"، و "شرح الحكم والوصايا الكردية في التصوف"، و "مختصر مغني اللبيب لابن هشام في النحو والإعراب"، و "شرح رسالة عبد الفتاح العادلي في العقائد"، و " شرح الحكم والوصايا الكردية في التصوف"، و " شرح ورد السَّحر للبكري".
توفى الشيخ الشرقاوي عام 1227 هـ، تاركاً خلفه إرثاً علمياً ودينياً ضخما، ولا زال المصريون يذكرون مواقفه البطولية في مقاومة الحملة الفرنسية، ويعتبرونه رمزاً للوطنية والعزة.