الشريف الحسيني محمد الحفني ثامن مشايخ الأزهر الشريف
يعد الشيخ محمد سالم الحفني من أبرز مشايخ الأزهر الشريف، الذين تسنموا هذا المنصب الرفيع وكان ثامن مشايخ الأزهر وينحدر من قرية حفنا ببلبيس بمحافظة الشرقية عام 1688.
والإسم الكامل لثامن مشايخ الأزهر هو نجم الدين أبو المكارم محمد بن سالم بن أحمد الحفني الشافعي الخلوي، وينتمي المذهب الشافعي، وينتهي نسبه إلى الحسين بن علي من جهة أم أبيه السيدة ترك بنت السيد سالم بن محمد.
حفظ الشيخ الحفني القرآن الكريم حتى سورة الشعراء، وبعد ذلك أشار الشيخ عبد الرؤوف البشبيشي على أبيه بإرساله إلى الأزهر الشريف، وكان آنذاك في الرابعة عشرة من عمره، فأتم فيه حفظ القرآن الكريم.
بعد إتمام الشيخ محمد بن سالم الحفني، حفظ كتاب الله اتجه فيما بعد إلى حفظ المتون فحفظ ألفية ابن مالك في النحو، والسلم في المنطق، والجوهرة في التوحيد، والرحبية في الفرائض، ومتن أبي شجاع في فقه الشافعية، وغير ذلك من المتون.
وتتلمذ الشيخ الحفني، على يد قامات وعلماء الأزهر الشريف وأبرزهم الشيخ محمد البديري، والشيخ محمد الديربي، وعبد الرؤوف البشبيشي وأحمد الملوي ومحمد السجاعي ويوسف الملوي وعبده الديوي ومحمد الصغير ومحمد بن عبد الله السجلماسي.
وتولى الشيخ بن سالم الحفني مشيخة الأزهر الشريف لمدة 10 سنوات في الفترة من عام 1757 إلى عام 1767.
والشيخ محمد بن سالم الحفني هو واحد من أبرز المشايخ في الأزهر الشريف، حيث قام بتقديم جهود كبيرة في خدمة الدين والمجتمع. يتمتع الشيخ الحفني بسمعة طيبة ومكانة مرموقة في العالم الإسلامي، ويُعتبر قدوة للطلاب والعلماء على حد سواء.
ومن أبرز مساهماته تعليم العلوم الشرعية والتربية الإسلامية، كما أنه يُشهد له بالاجتهاد والعمل الدؤوب في نشر العلم والوعظ بالحكمة والموعظة الحسنة.
وتأتي مساهماته البارزة في ظل الجهود الحثيثة التي يبذلها لنشر السلم والتسامح بين الناس، مما يجعله شخصية محترمة وموثوق بها في المجتمع الإسلامي وخارجه.
وتوفي الشيخ محمد بن سالم الحفني يوم السبت 27 ربيع الأول 1181 هـ/1767 م عن عمر يناهز الثمانين عاماً ودُفن في اليوم التالي بعد الصلاة عليه في الجامع الأزهر في مشهد حافل.