اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

الشيخ السابع والعشرين للأزهر الشريف.. الإمام سليم البشري إمام المحدثين

الشيخ سليم البشري
الشيخ سليم البشري

تولى الشيخ سليم البشري منصب شيخ الأزهر، في عام 1901 وأصبح الشيخ السابع والعشرين الذي وصل إلى المنصب الرفيع، وتولاه مرة أخرى في عام 1909.

وتعود جذور الشيخ البشري إلى قرية بشر في محافظة البحرية بدلتا مصر التي ولد فيها عام 1832 و واسمه بالكامل الشيخ سليم بن أبى فرَّاج بن السيد سليم بن أبى فرَّاج البِشْرى المالكى، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكر.
توفى والد الشيخ سليم البشري وهو في السابعة من عمره، ومن ثم انتقل إلى القاهرة للدراسة في الأزهر الشريف، فكفله خاله بسيونى البشري، الذى كان يعمل إمامًا بمسجد السيدة زينب -رضى الله عنها- فقضى معه عامين، تلقى فيهما مبادئ العلوم الشرعيَّة على يديه وعلى يد غيره من العلماء المدرسين بالمسجد، ثم قصد الجامع الأزهر وتلقى الشيخ سليم البشري العلم على يد كبار علماء عصره، منهم الشيخ عليش والشيخ الباجوري، وبرز نبوغه في علوم الحديث الشريف، ونال لقب "شيخ المحدثين".
وكان الشيخ السابع والعشرين للأزهر الشريف، عضوا في مجلس الأزهر، وله العديد من الإنجازات، حيث ساهم في إصلاح التعليم بالأزهر، وتطوير مناهجه الدراسية، وأسس نظام امتحان الراغبين في التدريس بالأزهر، واهتم بتحسين أوضاع العلماء والطلاب، ورفع رواتبهم.
بالإضافة إلى تأليف العديد من الكتب في العقائد والنحو، منها "حاشية تحفة الطلاب" و"المقامات السنية".
وكان للشيخ حسن البشري، العديد من المواقف التي تكشف عن شجاعته وصراحته، حيث لم يتردد في الدفاع عن آرائه ومبادئه.
تولي الشيخ سالم البشري منصب شيخ الأزهر لأول مرة في عام 1901، ولبث فيها أربع سنوات تقريبًا، أظهر فيها سداد الرأي وقوة الحزم، ومضاء العزيمة، ما لا يتفق عادة لمن كان في سنه، واستقال نتيجة اضطراب الأحوال وأمورٍ لم يقبلها، وذلك في عام 1904، وعين بدلا منه الشيخ الببلاوي.
وعاد الشيخ البشري إلى منصب شيخ الأزهر مرة ثانية في عام 1909 بعد إلحاح من علماء الأزهر وولاة الأمر.
وفي عام 1916 توفي الشيخ سليم البشري عن عمر يناهز 84 عامًا، ونال رثاءً من كبار العلماء والأدباء، منهم حافظ إبراهيم، الذي قال فيه "أيدري المسلمون بمن أصيبوا، وقد واروا "سليما" في التراب هوى ركن "الحديث" فأيُّ قطبٍ؟!، لطلاب الحقيقة والصواب فما في الناطقين فم يوفي، عزاء الدين في هذا المصاب، قضى الشيخ المحدث وهو يملي على طلابه فصل الخطاب ولم تنقص له "التسعون" عزمًا، ولا صدَّتْه عن دَرَكِ الطِلاب".
وعلى الرغم من الإنجازات المتعديدة للشيخ البشري، والمواقف الشجاعة التي تميز بها، إلا أن العديد من الانتقادات وجهت له، والتي من بينها أن بعض المؤرخين يرون أن الأزهر شهد في عهده بعض مظاهر الضعف، منها ضعف منصب شيخ الأزهر وتعدد حالات الاستقالة.
ويُعد الشيخ سليم البشري من أهمّ شيوخ الأزهر في القرن العشرين، وله دور بارز في إصلاحه وتطويره وتميز بشخصيته القوية ومواقفه الشجاعة، وترك إرثًا علميًا غنيًا يُفيد منه الدارسون والباحثون حتى يومنا هذا.