من وحي سيرة الشيخ سيد النقشبندي.. مبتهل الشعب والرئيس
يحتل المبتهل الشيخ سيد النقشبندي مكانة خاصة في مجال الابتهالات والتواشيح الدينية. وتعتبر إبداعاته قاسما مشتركا في الأجواء الرمضانية، ويصنف أذانه من أهم الأذانات وأبدعها وأكثر عذوبة على الإطلاق.
ولد الشيخ سيد النقشبندي في نهاية العقد الثاني من القرن التاسع عشر بمدينة طلخا التابعة لمحافظة الدقهلية. أتم حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة تقريبا. وفي سن مبكرة..ذاع صيت الشيخ سيد النقشبندي قارئا ومنشدا.
بدأت شهرة النقشبندي في عموم مصر والعالم الإسلامي متأخرة نسبيا؛ وتحديدا عندما أحيا إحدى الاحتفالات الدينية في مسجد الحسين بالقاهرة، ثم ازدادت شهرته عندما بثت الإذاعة المصرية برنامجا تحت اسم “الباحث عن الحقيقة- سلمان الفارسي”، وكان الشاعر “حمد السيد ندا” من الشعراء الذين كتبوا عددا من القصائد الصوفية التي تغنى بها النقشبندي.
يحتل “النقشبندي” منزلة رفيعة في الإنشاد والابتهال لا ينازعه فيها غيره، حيث تذاع ابتهالاته حتى الآن في معظم الإذاعات العربية، خاصة في أيام وليالي رمضان. حقق النقشبندي شهرة كبيرة في العالم الإسلامي فزار العديد من أقطاره، منها دول الخليج وسوريا وإيران وعدد من دول المغرب واليمن.
كان الرئيس السادات من المغرمين بصوت “النقشبندي”، وكان عندما يذهب إلى قريته في ميت أبو الكوم يبعث إلى النقشبندي لينشد له ابتهالاته في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النقشبندي أحد خمسة مشايخ مقربين من السادات، وهو من وجه بالتعاون بين النقشبندي وبليغ حمدي.
حصل النقشبندي على العديد من الأوسمة والنياشين من عدد من الدول التي زارها، كما كرمه الرئيس السادات -بعد وفاته- عام 1979 فحصل على وسام الدولة من الدرجة الأولى، وأطلقت محافظة الغربية التي عاش فيها أغلب عمره اسمه على أكبر شوارعها في مدينة طنطا. وفي 14 من فبراير 1976انتهت مسيرة حياة النقشبندي عن عمر يناهز 56 عامًا، ولكن لا تزال ابتهالاته وتواشيحه تذاع يوميا عبر إذاعة القرآن الكريم، كما إن له تلاوات قرآنية تذيعها بعض الفضائيات الدينية..