مساجد القاهرة المُعلقة.. تحف معمارية تحكي تاريخ مصر القديمة
تعد المساجد من أهم المعالم التاريخية التي تجسد عبق الحضارة الإسلامية في تاريخ مصر القديمة. ومن ضمن هذه المعالم ما يعرف بالمساجد المُعلقة، أي المُشيدة بارتفاع عدة أمتار عن منسوب الطريق ويصعد اليها ببضع درجات.
ونستعرض في هذا التقرير أهم المساجد المعلقة بالقاهرة:
جامع الأقمر
يعد جامع الأقمر جوهرة معمارية في قلب القاهرة الفاطمية، فهو من أصغر مساجد القاهرة المعلقة، بناه الوزير المأمون البطائحي في عام 519 هجريا. يقال إن المسجد بُني في مكان أحد الأديرة التي كانت تُسمي بئر العظمة؛ لأنها كانت تحوي عظام بعض الشهداء الأقباط، وترجع تسميته بالاقمر؛ نظرا للون حجارته البيضاء التي تشبه القمر .
ومن أهم ما يميز جامع الأقمر واجهته الحجرية التي صُممت بطريقة هندسية مميزة عمرها يتخطي ٩٠٠ عام . والجامع مُكون من صحن كبير مساحته 10 أمتار تقريبا يحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة في الجانب الشرقي، وعقود الأروقة مُحلاه بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة علي أعمدة رخامية قديمة .
مسجد الصالح طلائع
يقع مسجد الصالح طلائع بمنطقة الدرب الأحمر بالقرب من باب زويلة. أمر بإنشائه الوزير الصالح طلائع عام 555 هجريا (1160) ميلاديا. يُعد جامع الصالح طلائع من أوائل المساجد المُعلقة في مصر، حيث يقع أعلي من مستوي الشارع بنحو أربعة أمتار، ويُعتبر من المساجد الكبيرة حيث تبلغ مساحته 1522 مترا.
جامع المؤيد شيخ
في شارع المعز لدين الله يقع فخر المساجد المُعلقة التي ترجع الي عصر المماليك الجراكسة وهو جامع المؤيد شيخ الذي بُني في عام 818 هجريا(1415) م .
امتاز الجامع بظاهرة فريدة من نوعها، حيث شيدت مئذنتا الجامع فوق موضع أثري آخر، وهو باب زويلة المجاور للجامع والذي يرجع تاريخه للعصر الفاطمي .
كان مسجد الجامع قديما سجنا عُرف باسم "خزانة شمائل"، وكان السلطان المؤيد قد سُجن في هذا السجن، عندما كان مملوكا صغيرا لأسباب اختلف حولها المؤرخون.
مسجد أحمد بن طولون
يقع مسجد أحمد بن طولون بحي السيدة زينب بالقاهرة. أمر ببنائه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية سنة263 هجريا (877) ميلاديا.
يعد المسجد الطولوني من أقدم مساجد مصر القائمة حتي الآن؛ لاحتفاظه بحالته الأصلية بالمقارنة مع مسجد عمرو بن العاص.
شيد المسجد فوق ربوة صخرية كانت تُعرف بجبل يشكر، ويُعتبر من المساجد المُعلقة. وهو أحد أكبر مساجد مصر، حيث تبلغ مساحته حوالي ستة أفدنة ونصف الفدان، وقد بُني علي شكل مربع مُستلهما من طراز المساجد العباسية.