الشيخ العشرين للأزهر الشريف.. الإمام مصطفى العروسي أول من يعزل من منصبه
ينحدر الشيخ مصطفى العروسي من عائلة علمية عريقة حيث تولى جده الشيخ أحمد العروسي مشيخة الأزهر الشريف كما تولاها أيضًا والده الشيخ محمد العروسي.
وولد الإمام "العروسي" وهو شيخ الأزهر العشرين، في القاهرة عام 1798 ونشأ في بيت علم وحفظ القرآن على يد والده شيخ الأزهر السابق.
والتحق الشيخ العروسي بالجامع الأزهر الشريف ودرس علومه المقررة مثل التفسير والحديث والفقه والنحو، وتميز بغزارة المعرفة وقام بالتدريس في الأزهر.
وتتلمذ الشيخ العروسي على يد عدد من قامات الأزهر الشريف وأبرزهم، الشيخ إبراهيم الباجوري والشيخ أحمد بن عبد الجواد السفطي والشيخ حسن القويسني كانوا جميعًا من مشايخ الأزهر الشريف.
وعُرف عن الشيخ العشرين للأزهر الشريف بدقته وقوة شخصيته وحرصه على النظام، وواجه البدع والخرافات التي كادت تشوه صورة الإسلام، ومنع المتسولين من استغلال القرآن الكريم، ونظم امتحانًا لمن أراد التدريس بالأزهر لضمان كفاءتهم.
وفي عام 1864 بعد وفاة شيخه إبراهيم الباجوري، تولى الشيخ العروسي منصب شيخ الأزهر ولكنه عزل من منصبه عام 1870 بأمر من الخديو إسماعيل، ويعود سبب العزل إلى خشية الخديو من ثورة شعبية يقودها الشيخ، إلى جانب رغبة إسماعيل في التخلص من الشخصيات القوية.
ولعب الشيخ حسن العدوي دورًا في عزل الشيخ العروسي وطمع في منصبه.
عاش الشيخ العروسي ست سنوات بعد عزله في ألم نفسي ومرض، وتوفي عام 1876 ولم يُذكر أين دفن أو هل صُلِّيَ عليه في الأزهر.
ومن أبرز المؤلفات التي تركها الشيخ العروسي كانت "شرح على الرسالة القشيرية في التصوف"، وذكرها البعض باسم "نتائج الأفكار القدسية في بيان معاني شرح الرسالة القشيرية"، و "كشف الغمة في تقييد معاني أدعية سيد الأمة"، و "القول الفصل في مذهب ذوي أهل الفضل"، وقد شرحها برسالة أخرى سماها " كشف الغمة، و "العقود الفرائد في بيان معاني العقائد"، و "الفوائد المستحسنة فيما يتعلق بالبسملة والحمدلة"، و "مسائل أحكام المفاكهات في أنواع الفنون المتفرقات"، والهداية بالولاية فيما يتعلق بقوله تعالى "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي"، والأنوار البهية في بيان أحقية مذهب الشافعية".
بالإضافة إلى "أحكام المفاكهات" و"الأنوار البهية"، "الفوائد المستحسنة".