مرصد الأزهر: القضاء على الفكر المتطرف السبيل للقضاء على ظاهرة الإرهاب نهائيًا
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الفقر أحد العوامل الرئيسة المؤدية إلى التطرف ومن ثم تنفيذ الأعمال الإرهابية للإرهاب، وقارة إفريقيا نموذج حي على ذلك، حيث أدت الأوضاع المعيشية المتردية في عدة دول بها إلى تحول هذه الدول لحاضنات للأفكار المتطرفة والمؤيدين لها وهو ما ظهرت مخاطره فيما بعد عندما اتحدت هذه العناصر معًا وشكلت جماعات أعلنت ولائها لتنظيمات إرهابية كبرى مثل القاعدة وداعش حيث الصراع الأيديولوجي على الزعامة وتسيد المشهد العالمي.
وشدد المرصد على ضرورة استئصال الأسباب الرئيسة المؤدية إلى التطرف ومن بينها الفقر وتبعاته السلبية من خلال التعاون الدولي وتعزيز دور المؤسسات الأممية الفاعلة في مجال التعليم والصحة ومكافحة الفقر وحماية الطفل والمرأة، إلى غير ذلك من مجالات ينبغي العمل على تطوير العمل بها داخل الدول التي تعاني من الإرهاب منذ سنوات.
جاء ذلك تعليقا على تأكيد ليوناردو سانتوس سيماو ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لغرب إفريقيا ومنطقة الساحل، أن الإرهاب ينشأ أكثر في البيئات الفقيرة، وأن مكافحته تتطلب القضاء على الفقر أولًا.
وقال سيماو: “يجب محاربة الفقر وتوحيد جهود الدول من أجل تحسين الظروف المعيشية للسكان وعندها لن يكون للإرهاب أرض خصبة”.
كما أشاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بالجهود التي تبذلها حكومة الصومال للتصدي لتهديدات حركة الشباب الإرهابية، مشيرًا إلى أن ما شهدته الأيام الأخيرة من عودة قوية لتنظيم داعش الإرهابي من خلال هجمات موسكو وكذا الهجمات التي شهدتها النيجر وما تبعه من هجمات لحركة الشباب يستلزم تكثيفًا لجهود المكافحة والتسليم بأن هناك من يأبى لهذه التنظيمات أن تأفل أو تندثر، ما يؤكد أنها تعمل وفق أجندات ومخططات إجرامية لا علاقة لها بدين ولا إنسانية، مؤكدًا على أهمية تضافر الجهود للقضاء على الفكر المتطرف باعتباره المصدر الأساسي للإرهاب والمنبع الأول للمارسات الإجرامية التي تقوم بها تلك التنظيمات على اختلاف مسمياتها.
وجاء ذلك في إطار متابعة مرصد الأزهر ما أعلنه الجيش الصومالي عن تنفيذ سلسلة من العمليات التي أدت إلى انتكاسة كبيرة لحركة “الشباب” الإرهابية، حيث نجحت القوات المسلحة الصومالية في تحييد أكثر من 80 مسلحًا، بما في ذلك القادة الرئيسيين خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأضاف الجيش الصومالي في بيان له أنه جرى تنفيذ العمليات، في مناطق جالمودوج وهيرشبيلي والولاية الجنوبية الغربية، بدعم من شركاء أمنيين دوليين، مما أظهر جبهة موحدة ضد الإرهاب، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الصومالية الرسمية “صونا”.
وأضاف البيان أن الحملة العسكرية التي استمرت 24 ساعة تمثل شهادة على الجهود الحثيثة التي تبذلها القوات المسلحة الصومالية في مكافحة التطرف، وذكرت وزارة الدفاع الصومالية أن هذه العمليات هي جزء من استراتيجية أكبر لتفكيك قدرات حركة الشباب وتعطيل خططها لتقويض أمن المنطقة.