نبش المقبرة المؤقتة.. كيف الوضع في مجمع الشفاء بقطاع غزة بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي ؟
انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين من مستشفى الشفاء بجنوب قطاع غزة، بعد أسبوعين من اقتحامها وممارسة انتهاكات عديدة.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية اليوم الاثنين بالعثور على مئات الجثث في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه غرب مدينة غزة، إلى جانب إحراق قوات الاحتلال لجميع مباني مستشفى الشفاء وخروجها بالكامل عن الخدمة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في تقرير لها اليوم الاثنين نقلا عن مصادر فلسطينية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي انسحبت بشكل كامل من داخل مستشفى الشفاء والأحياء السكنية المحيطة بها، فجر اليوم، باتجاه مناطق جنوب حي تل الهوى، جنوبي غرب مدينة غزة.
وأوضحت الوكالة الفلسطينية نقلا عن مصادر طبية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر طوابق بشكل كامل في مبنى الجراحات التخصصية، وأحرق بقية المبنى فيما أحرق مبنى الاستقبال والطوارئ الرئيسي، ودمر عشرات من غرفه وجميع الأجهزة الطبية فيه، كذلك أحرق مباني الكلى والولادة وثلاجات دفن الموتى والسرطان والحروق، ودمر مبنى العيادات الخارجية.
وأكدت "وفا" العثور على عشرات الشهداء في مجمع الشفاء الطبي وفي شوارع عمر المختار وعز الدين القسام وأبو حصيرة وبكر وحبوش وجميعها محيطة بالمستشفى، بالإضافة إلى تدمير المقبرة المؤقتة التي كان قد أقامها المواطنون الفلسطينيون في مجمع الشفاء الطبي وأخرج جثامين الشهداء والموتى منها وألقاهم في مناطق متفرقة بالمستشفى.
ولم تكن انتهاكات الاحتلال قاصرة على مجمع الشفاء، وإنما امتدت للأحياء السكنية المحيطة به، حيث أفاد شهود عيان لوكالة الأنباء الفلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أحرقت أو دمرت العديد من المنازل والبنايات السكنية في محيط مجمع الشفاء الطبي والتي تضم الآلاف من الوحدات السكنية.
وأكدت طواقم الدفاع المدني في غزة أنه يصعب إحصاء عدد الشهداء خاصة أن جيش الاحتلال جرف الطرقات ودفن الجثث داخل وفي محيط المجمع، كما جرف جميع المقابر المحيطة بالمجمع وأخرج الجثث من باطن الأرض، بالإضافة إلى تدمير كل الأقسام والمباني والبنية التحتية في مجمع الشفاء، وأضافت أن جميع أصحاب مناشدات الإغاثة التي وصلت في السابق تبين اليوم أنهم استشهدوا في المجمع، كما أعدمت قوات الاحتلال مواطنين فلسطينيين مكبلي الأيدي.
وبدأت عملية اقتحام مجمع الشفاء الطبي قبل 14 يوما نفذ الاحتلال عملية عسكرية واسعة فيه، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى ومئات حالات الاعتقال.