”نور الدين” يحل الجدل بين التطور التكنولوجي وآداب الدين.. والدكتور علي جمعة سلاح ذو حدين
ناقش برنامج نور الدين، لفضيلة الدكتور علي جمعة، مفتي الديار السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، والمذاع على قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، قضية الجدل بين التطور التكنولوجي والدين بأحكامه وآدابه.
وأوضح الدكتور علي جمعة أنه مع بداية التكنولوجيا منذ عشرين عامًا كنا نتسائل كيف تستوعب هذه الشبكة العنكبوتية كل هذه المعلومات التي تحتاج إلى مئات الأعوام لمراجعتها ومعرفتها، ولكن الآن أصبح هناك انفجار معلوماتي يحتاج إلى التمسك بالدين مع عدم ترك مقتضيات الحياة.
وأجاب الدكتور علي جمعة على سؤال شاب مع ظهور الواقع الافتراضي يتم ربط ذلك بالشعائر الدينية بأن يمكن عمل الحج أو الصلاة في المسجد النبوي وانا في البيت، قائلًا:" بيلبس نظارة فيرى بها ما يريده ويتخيل أنه ذهب للمسجد الحرم وطاف حول المسجد الحرام وقبل الحجر الاسود ثم ذهب للصفا والمروة وسعى بينهما وأنه على المروة حلق شعره، فهو يرى هذه الكيفيات بخياله هل يكفي هذا عن عمرة هل تسقط عنه عمرة الفريضة ونقول نفس الكلام عن الحج، لا تغني هذه الافتراضات عن أداء الفريضة.
وتابع:" الله سبحانه وتعالى جعل محل هذه الأماكن جزء لا يتجزأ من الركن " حتى يبلغ الهدي محله"، وليس ما حدث في الذهن، ولا يوجد مانع من تطور آلية الواقع الافتراضي عن زيارة هذه الأماكن".
واستشهد بموقف لإنسان في المغرب يظهر له ما يسموه بالطرح الروحي فتذهب روحه وتطوف حول الكعبة، هل هذا يكفي عن أداء فريضة الحج، فنصه عند جميع العلماء لا يكفي عن الحج، مادام الجسد العنصري لا يذهب لما يذهب إليه الجسد الأثيري فبالتالي لا تسقط الفريضة".
ورد الشيخ على جمعة على سؤال شاب آخر ، هل اختلاء ولد وبنت في الواقع الافتراضي هل يكونوا بذلك وقعوا في إثم، فهل بنفس النظرية يسقط عنهم الأحكام، قائلًا:" القصة هنا مركبة بين أمرين الحلة والحرمة هل يترتب على ذلك إثم أم لا، يقول الإمام الغزالي لو كان الإنسان أمامه كوب من الماء وتخيل أنه خمر وشربه فقد أثم ووقع في الحرام لتجرؤه على الحرام".
وتابع:" أوضح بابا النكاح والزواج والرجل والمرأة أن رجل أغمض عينيه وتصور أنه يزني فعليه الحرمة وليس عليه الحد لأنه لم يفعل شيء".
وأجاب الدكتور علي جمعة على سؤال شاب أخر:" أحد الصالحين كان في طريقه للحج ووجد أسرة فقيرة في طريقه ومكث يخدمهم، ففي رواية أن الله أرسل ملكا يحج مكانه، قائلا أن هذا الرجل حج من قبل وفغفر الله ذنبه بما فعله من خير وأعطاه ثواب الحج لأنه أداه مرة أخرى".
ورد الشيخ على جمعة على سؤال سيدة حول وجود أبليكيشن لأداء الحج والعمرة نيابة عن الكبار في السن أو المتوفي هل يجوز ذلك، قائلًا:" نعم جائز لأنهم يختارون شخص حج قبل ذلك فيقوم بأداء الحج أو العمرة ونوع من انواع التيسيرات التي تستخدم التكنولوجيا فيها".
وأجاب الشيخ علي جمعة، عن سؤال شاب آخر حول تردد الأقوال بأن تغلغل شركات التكنولوجيا بانه امتداد للمسيخ الدجال والماسونية:" قائلًا:" من ناحية ورود نصوص شريعة أن هناك مؤامرة على البشرية، ولكن هناك أفعال مخالفة لدين الله فالله أمر بالعفاف وهؤلاء أمروا بالإباحية، ولكن كل الأدوات متاحة مباحة ولكن الإنسان له الحرية في اختيار ما يطلع إليه لتصحيح أمور حياته وتربية أبنائه، فالتكنولوجيا سلاح ذو وجهين له شر وخير".
واختتم الدكتور علي الجمعة الحلقة بالإجابة على سؤال سيدة حول قيام البعض بتصوير مناسك الحج والعمرة أثناء تأديهم لها هل هذا صحيح، قائلًا:" هذا غير مطلوب لأن هذه الأماكن تحتاج إلى حالة خشوع وأدب مع الله فلا يصح أن أخرج من الخشية لأري أحبابي ما أفعله، وقد يخرج ذلك إلى الحرمة عند التشويش على غيره".
وطالب الدكتور علي جمعة بضرورة التأدب بآداب الإسلام ،" وإنها لكبير إلا على الخاشعين"