اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

مظاهرات الأردن.. عمّان: آلاف الأردنيين بمسيرات التضامن مع الفلسطينيين في غزّة

يُمكن وصف المشهد الداخلي في الأردن على أنَّه الأكثر تأثرا بارتدادات حدث الـ7 من أكتوبر، مقارنة بدول الإقليم الأخرى.

ويسعى الأردن- المرتبط باتفاقية سلام مع إسرائيل منذ العام 1994- للحفاظ على موقف يوازن بين منطلقاته وارتباطاته المصيرية بالقضية الفلسطينية، واعتباراته الداخلية المُركّبة، وعلاقاته الخارجية الحسّاسة.

ولا شك أن يوم الـ7 من أكتوبر شكّل "لحظة تاريخية فارقة"، لدى الشريحة الأوسع في الشارع الأردني، إذ انطلق المئات يومها نحو السفارة الإسرائيلية في عمّان، ثم شارك عشرات الآلاف في التظاهرات اللاحقة، ووزّع آخرون الحلويات، فيما غرقت وسائل التواصل الاجتماعي بالمنشورات الاحتفائية والمؤيدة لـ "طوفان الأقصى".

لكنَّ عُمرَ الحرب الذي طال، بدأ يُعقّد مشهدية حراك الشارع من جهة، وزاد الضغط على الدبلوماسية الأردنية من جهة أخرى، رغم انحيازها المطلق للشعب الغزي المدني، وهجومها السياسي الشرس على إسرائيل، في كل لحظة ممكنة.

ما الذي يحدث في الأردن؟ي

لاحظ المتابع للاحتجاجات الأردنية، أن للأسبوعين الأخيرين، خصوصيةً ضمن 6 أشهر من الاعتصامات المتواصلة، فقد شهدا "توترا مفاجئا"، وهيمنت فيهما الاشتباكات مع القوى الأمنية، واستجدت تطورات في الخطابين الاحتجاجي والرسمي، والمتفاعلين معهما.

فاللافت، أن التظاهرات العارمة على مدار الشهور الستة الماضية في الشارع الأردني، اتسمت بإطار يمكن وصفه بالهادئ نسبيا، رغم سقوف التظاهرات المرتفعة، ورفع الرايات الخضراء، والهتاف بالولاء لحماس وقياداتها.

وبالطبع، تابعنا تقارير عن صدامات وعدد من الاعتقالات بين فينة وأخرى، وذلك في سياق إعلان السلطات حظر التظاهر عند الحدود، ومنع محاولات الوصول أو اقتحام مقر السفارة الإسرائيلية، لكن كان من الممكن لمس رغبة في الإحجام عن "الصدام" بين الطرفين: مُنظمي الاحتجاجات والقوى الأمنية.

عملت قوى حزبية وشبابية وإسلامية (شملت الإخوان المسلمين والأحزاب القومية واليسارية) على قيادة الحراك الذي تشكّل مع الساعات الأولى في يوم الـ7 من أكتوبر، وتتمثل الآن بعدة جهات أساسية، من أبرزها: "الملتقى الوطني لدعم المقاومة"، و"التجمع الشبابي لدعم المقاومة".

وأكدت تلك الجهات أن حراكها يأتي استجابة لـ"نداء المقاومة وقياداتها.. ودعما للأردن وسيادته أمام مشاريع استهدافه"، وقوبل ذلك الحراك، بتأكيد رسمي على حمايته ودعم هدفه المتمثل بوقف الحرب.

وشهدت الأيام الأخيرة تحشيدا للحراك تحت عنوان "الزحف المقدس" تجاه السفارة الإسرائيلية، وقال "التجمع الشبابي لدعم المقاومة" في بيان إن أحد أهدافه الرئيسية من "حصار" السفارة الإسرائيلية إلى جانب المطالبة بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل، هو "استنهاض الساحات العربية في الضفة الغربية والداخل المحتل ومصر وبقية العواصم العربية لنكون أمة واحدة خلف غزة".

يشير العديد من المراقبين، إلى أن النسيج الاجتماعي الأردني يضم شعبا هو الأقرب للقضية الفلسطينية، وهو ما يمكن فهمه ضمن 4 اتجاهات أساسية:

تشكيل "الأردنيين من أصول فلسطينية" حوالي نصف عدد السكان في الأردن.

"الالتحام" التاريخي والجغرافي والثقافي والاجتماعي والديني الذي يوحّد العشائر والدولة الأردنية من جهة، والفلسطينيين من جهة أخرى.

وجود قاعدة تاريخية للتيار الإسلامي (الإخوان المسلمون) داخل المجتمع الأردني.

اعتقاد الغالبية العظمى من فئات المجتمع الأردني بأحقية القضية الفلسطينية، ونظرتهم لإسرائيل باعتبارها "احتلالا" لا يمكن التصالح أو التعايش معه إلا بـ"المقاومة".