تهريب الأخشاب في موزمبيق.. مصدر تمويل للإرهاب وتهديد للبيئة
تشعر السلطات الموزمبيقية بالقلق من أن تهريب الأخشاب في محافظة كابو ديلجادو يمول الجماعات الإرهابية مثل أنصار السنة، حيث تعد هذه المحافظة غنية بأنواع الأخشاب الثمينة مثل أومبيلا، وباو بريتو، وباو فيرو، وتشانفوتا.
تهريب الأخشاب في موزمبيق يمثل مشكلة خطيرة تؤثر على البيئة والأمن. هناك جهود مبذولة لمكافحة هذه الظاهرة، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من التعاون بين مختلف الجهات المعنية.
عتمد التنظيمات الإرهابية على أنشطة التجارة غير المشروعة كمصدر للإمداد والتمويل للقيام بأعمالها الإرهابية، وهذا ما حدث في شمال موزمبيق. حيث اعتمدت حركة الشباب في تمويلها على أنشطة التجارة غير المشروعة التي تنشط في الإقليم ومنها الاتجار في تهريب المخدرات والعاج والأخشاب والهيروين والياقوت عبر ساحل ميناء( ميكيمو دي برايا)، كما استغل الإرهابيون حدود موزمبيق التي يسهل اختراقها مع تنزانيا لتهريب الأسلحة وتجنيد مقاتلين أجانب والهروب من المطاردة، وقد وظف تنظيم داعش هذه الحدود أيضا في إرسال المقاتلين إلى شمال موزمبيق..
كشف التقرير الوطني لتقييم مخاطر تمويل الإرهاب أن تهريب الأخشاب أسرع من وتيرة إزالة الغابات، مما يحرم الحكومة والشعب من الموارد الطبيعية.
العوامل المسببة
ضعف المراقبة في المناطق المحمية.
تأجير شركات قطع الأشجار المحلية تصاريحها لشركات أجنبية، معظمها صينية.
سيطرة المتمردين على بعض المناطق.
يرتبط تهريب الأخشاب غير القانوني في كابو ديلجادو بالاتجار بالبشر، وتسبب مخاطر صحية، وتستغل عمالة الأطفال.
جماعة أنصار السنة تجند موزمبيقيين وتنزانيين لبيع الأخشاب بطرق غير مشروعة، حيث يتواجد كميات كبيرة من الأخشاب المهربة تُنقل إلى الصين، وتقوم شركات قطع الأشجار المحلية تؤجر تصاريحها لشركات غير مصرح بها لا تلتزم بتدابير الاستدامة.
التهميش الحكومي لإقليم كابو ديلجادو، يعد بمثابة أحد أهم التحديات الأمنية في موزمبيق، حيث تعد أهم الأسباب وراء ظهور جماعات متشددة تحت اسم الشباب أو أنصار السنة هي تردي الأوضاع الاقتصادية مصحوبة بالتهميش الحكومي والحرمان من الوصول إلى مصادر دخل لاسيما الشباب، فضلا عن أسلوب القمع والعنف الذي استخدمته الحكومة ضد الجماعات المتمردة في إقليم كابو ديلجادو في شمال موزمبيق.
استغل تنظيم داعش معاناة سكان شمال موزمبيق من التجاهل والتهميش، لاسيما بعد طرد العديد منهم من قراهم وأراضيهم الزراعية، للبدء في المشروعات الاستثمارية العملاقة وساهمت في تفاقم غضب السكان المحلين في تلك المنطقة، ومثلت فرصة سانحة لاستقطابهم من الجماعات الإرهابية بعد تقديم مجموعة من الوعود الزائفة وتحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية. فضلا عن استغلال التنظيم للصراعات الإثنية المنتشرة في موزمبيق لاسيما بين جماعة ماكوندي التي تمتلك السلطة والمال في البلاد والأقلية المسلمة المتمركزة في شمال البلاد، والتي تنتمي إلى جماعة مواني، والتي تعاني البطالة والتخلف والفقر والتهميش وعدم احترام مقدساتها الدينية من قبل السلطات الأمنية المعسفة ضدها، مما دفع العديد من شبابها إلى طريق التطرف والعنف المسلح عبر الانضمام لحركة الشباب وتنظيم داعش.
ترتب على هذه الأوضاع الأمنية في إقليم كابو ديلجادو صراعا معقدا يدور حول السلطة والمطالبة بالحقوق الأساسية والتمرد على النظام المركزي، واستمر لعقود من الزمن ثم تحول إلى تمرد شامل ليتصاعد ويصبح إرهابا عنيفا قد يتخطى حدود موزمبيق إلى مناطق جغرافية أخرى في القارة، هذه العوامل ذاتها مهدت الطريق لوصول الجماعات الراديكالية الإسلامية المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وبدأوا التفكير في الانتقال إلى أفريقيا.