اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
وزارة الأوقاف المصرية: موضوعات خطب الجمعة لشهر ديسمبر تستهدف بناء الإنسان وصناعة الحضارة الأزهر الشريف: الإسلام اعتنى بأصحاب الهِمم عنايةً خاصةً وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نفرق بين لبنان وحزب الله مرصد الأزهر: تصريحات بن غفير محاولات صهيونية يائسة لتغيير هوية الأرض المقدسة في اليوم العالمي لذوي الهمم.. مفتي الديار المصرية: موازين الكرامة في الإسلام تعتمد على التقوى 44502 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة الأوقاف الفلسطينية توثق اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المساجد والمقدسات خلال نوفمبر 2024 كتائب حزب الله تدعو بغداد لإرسال قوات لدعم الجيش السوري في مواجهة الفصائل المعارضة فرنسا على حافة الهاوية.. أزمة حكومية تهدد الاستقرار الاقتصادي والسياسي غدا.. ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش التربية الربانية لرسول الإنسانية وزير الأوقاف المصري: العيد الوطني للإمارات يمثل ذكرى خالدة للوحدة والاتحاد غزة تحت وطأة العدوان.. أزمة مائية كارثية تهدد الحياة وسط نقص حاد في الإمدادات

الصينيين في مرمي العمليات الإرهابية بباكستان.. من يستهدف العمال؟

هجوم إرهابي على حافلة
هجوم إرهابي على حافلة

استهداف الصينيين في باكستان ضمن العمليات الإرهابية أصبح أمر متكرر خلال الفترة الأخيرة، حيث لقي 5 صينيين مصرعهم في هجوم انتحاري على حافلة يستقلها مواطنين صينيين في منطقة بيشام التابعة لقطاع شانجله الباكستاني.

والهجوم الانتحاري الأخير راح ضحيته 5 صينيين كانوا يعملون على مشروع "داسو" لإنتاج الطاقة المائية في كوهستان التي شهدت تفجيراً عام 2011 قرب أحد مراكب المهندسين الصينيين وأسفرت عن مقتل 13 شخصاً بينهم تسعة صينيين.

وفي أبريل عام 2022، قتل ثلاثة معلمين صينيين تابعين لمعهد "كونفوشيوس" في جامعة "كراتشي" على أثر هجوم انتحاري قامت به امرأة وتبناه "جيش تحرير بلوشستان" الذي أعلن مسؤوليته أيضاً عن الهجوم على القنصلية الصينية في كراتشي عام 2018.

ويذكر في خضم تفاصيل الهجمات على المواطنين الصينيين في باكستان أن استثمارات الصين في باكستان تقدر بـ60 مليار دولار ويتم العمل على ميناء "جوادر" ومشاريع أخرى ضمن مشروع الممر التجاري الصيني - الباكستاني.

الصينيين في مرمي العمليات الإرهابية

وأعلن "جيش تحرير بلوشستان" (تنظيم قومي مسلح يطالب بانفصال إقليم بلوشستان) مسؤوليته عن غالبية الهجمات التي تعرض لها الصينيون في باكستان، كما أنه قام بتهديد الصينيين الذين يعملون على المشاريع التطويرية بصورة واضحة وطلب منهم وقف العمل في تلك المشاريع.

والمثير هنا أن "جيش تحرير بلوشستان" والتنظيمات الانفصالية الأخرى تتبنى الهجمات التي تحدث في بلوشستان والسند، لكن العمليات التي تستهدف الصينيين في إقليم خيبر بختونخوا، مثل الهجوم الأخير، لم يقم أحد بتبنيها ولا تمتلك الفصائل البلوشية قدرة على القيام بها.

ولم تعلن أي منظمة مسؤوليتها عن هجوم عام 2021 في كوهستان حيث استهدف مركبة المهندسين الصينيين، لكن وزير الخارجية آنذاك شاه محمود قريشي قال إن الهجوم تم التخطيط له في أفغانستان ونفذته حركة "طالبان – باكستان" المحظورة، كما حكم على اثنين من المشتبه فيهم المتورطين في هذا الهجوم بالإعدام عام 2022. وأكدت السلطات الباكستانية بعد الحكم أن المتورطين كانوا ينتمون لحركة "طالبان" الباكستانية.

وقال الصحافي المقيم في بيشاور والخبير في شؤون حركة "طالبان" الباكستانية رسول داور، وفي تصريحات لـ"إندبندنت" إن حركة "طالبان" الباكستانية أصدرت، في الماضي، بيانات واضحة، وأعربت عن عدم ارتباطها بالهجمات على المواطنين الصينيين "إن تصريحات حركة طالبان - باكستان مسجلة إذ قالت إنها تقف في وجه المؤسسات الباكستانية ولا علاقة لها بالصين".
إلا أن داور أشار إلى ملاحظة مهمة عن تأييد للهجمات التي ينفذها "جيش تحرير بلوشستان" من قبل حسابات غير رسمية مؤيدة لحركة "طالبان" الباكستانية على وسائل التواصل الاجتماعي. أضاف داور أنه لا يمكن الجزم بأن "جيش تحرير بلوشستان" وحركة "طالبان - باكستان" تعاونا في عملية معينة.

وقال عبدالسيد الباحث في التنظيمات المتطرفة في باكستان وأفغانستان، إن الهجمات على الصينيين في باكستان تنفذها مجموعات انفصالية بلوشية، لكن الجماعات البلوشية غير موجودة في خيبر بختونخوا.

ووفقاً لعبدالسيد، أيضاً، فإن حركة "طالبان" الباكستانية هي الجماعة الوحيدة التي لديها شبكة في شانجله والمناطق الأخرى في الإقليم، إلا أنه من غير المرجح أن تكون الحركة متورطة في هجوم شانجله نظراً إلى ارتباطها بحركة "طالبان" الأفغانية الحاكمة في أفغانستان والتي تتمتع بعلاقات رسمية مع الصين.

وأضاف السيد أن تورط "طالبان" الباكستانية أو أي جماعة أخرى قريبة من "طالبان" الأفغانية في مثل هذا الهجوم يمكن أن يمثل انتكاسة كبيرة لجهود الحركة الأفغانية لتحقيق الاستقرار في الحكومة، وأشار إلى أن تنظيم "داعش" هو مجموعة أخرى تنشط في بعض مناطق باكستان، وقد يكون متورطاً في استهداف الصينيين لا سيما أن "داعش" هاجم مواطنين صينيين في كابول في ديسمبر 2022، لكن لا يوجد دليل على وجود شبكة عملياتية لهذا التنظيم في شانجله أو المناطق المجاورة لها، كما لم ينفذ "داعش" أي هجوم هناك في الماضي، لذا لا يمكن تحديد المجموعة المتورطة في هجوم شانجله.

من جانبه، قال رئيس منطقة جنوب آسيا في مركز "ويلسون" البحثية غير الحكومية مايكل كوجلمان عن الهجمات على أهداف صينية ومدنيين في باكستان "لقد أصبحت هذه الهجمات قضية رئيسة بالنسبة إلى باكستان لأن أفضل صديق لها هو الأكثر استهدافاً"، مضيفاً "لقد أثارت المشاريع الصينية في باكستان غضب المنظمات المتطرفة القائمة على أسس دينية ولغوية، وبما أن الأهداف الصينية مدعومة أيضاً من قبل الجيش الباكستاني، فإن هذه المنظمات تستهدف الجيش الباكستاني من خلال هجومها على المشاريع الصينية بصورة غير مباشرة".

وتابع بأن حركة "طالبان" الباكستانية أعلنت نأيها عن الهجوم "لكن لا يستبعد تورطها نظراً إلى المكان الذي وقعت فيه الحادثة وأماكن وجود الحركة".

وأضاف "قد يكون (داعش – خراسان) متورطاً في هذا الهجوم ليتمكن من مواصلة زخمه بعد هجوم موسكو، لكن عادة ما يسارع (داعش) إلى إعلان مسؤوليته عن الهجمات، وهذا لم يحصل هنا، إذ لم يعلن أحد مسؤوليته عن هذا الهجوم حتى الآن"، وبحسب كوجلمان، فإن العلاقة بين باكستان والصين قوية للغاية ولا يمكن أن تتضرر من مثل هذه الهجمات، لكنها بالتأكيد تمثل تحدياً كبيراً للشراكة بين البلدين.

موضوعات متعلقة