”خطبة الجمعة”.. وزير الأوقاف يحث المسلمين على الاستقامة والمداومة على الطاعة
قام الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بإلقاء خطبة الجمعة اليوم بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها، بعنوان: "الاستقامة والمداومة على الطاعة".
وقال وزير الأوقاف، إن شهر رمضان شهر عظيم قضيناه بفضل الله (عز وجل) ورحمته في أجواء روحانية وإيمانية عظيمة، وأن من علامات قبول الطاعة دوامها، والطاعة بعدها، يقول الحق سبحانه: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف، ومن ذاق حلاوة الطاعة والعبادة لا يمكن أن ينقطع عنها بل إن الطاعة تزيده طاعة.
من صام رمضان واتبعه بست من شوال كأنما صام الدهر
واستشهد بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "من صام رمضانَ وأتبعَهُ بستٍّ من شوالَ فكأنما صام الدهرَ"، ومن ذاق حلاوة القرآن في الشهر الكريم لا يمكن أن يتخذ القرآن مهجورًا لا في شوال ولا في ذي القعدة ولا في أي يوم من الأيام، فأهل القرآن ليسوا أهل القرآن في رمضان فحسب، فهم أهل الله وخاصته، وأهل الله وخاصته دائمًا في معيته في كل وقت وحين، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ".
المداومة على قراءة القرآن الكريم
وأشار إلى ضرورة المداومة على قراءة ما تيسر من القرآن الكريم في كل يوم وليلة، ومن ذاق حلاوة القيام أدرك أن ركعتين في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها، ومن ذاق حلاوة الإنفاق في سبيل الله (عز وجل) لا يمكن أن يحنو على الفقراء في رمضان ثم يكف يده في غير رمضان فالعطاء متواصل، والإنفاق في سبيل الله شيء عظيم، ونحن في حاجة إلى التكافل والتراحم في كل وقت وحين، فالفقراء ليسوا في حاجة إلى تعهدهم في رمضان فحسب، ولما سئلت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن عمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت: "كانَ عَمَلُهُ دِيمَةً"، فما أحوجنا أن نواصل رحلتنا مع القرآن والصيام والإنفاق في سبيل الله وقيام الليل وذكر الله والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
الاستقامة ضد الإعوجاج
وأكد أن الاستقامة ضد الاعوجاج، يقولون خط مستقيم وخطوط معوجة، وفي سورة الفاتحة نقرأ قوله تعالى: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"، والصراط المستقيم هو صراط الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ"، ويقول سبحانه: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ".
الاستقامة هي سبيل الله
وأوضح، أن سبيل الله واحدة هو سبيل الاستقامة وما سواه اعوجاج، وسأل سيدنا سفيان بن عبد الله الثقفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسْلامِ قَوْلًا لا أسْأَلُ عنْه أحَدًا بَعْدَكَ، وفي حَديثِ أبِي أُسامَةَ غَيْرَكَ، قالَ: قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ".
الاستقامة هي الوفاء بحق الله
وأضاف أن الاستقامة تعني الوفاء بحق الله (عز وجل) صلاة وصيامًا وزكاة وحجًا وأداء للنوافل، وتعني أيضًا الوفاء بحق الخلق فلا يمكن أن يقال عن كذَّاب إنه مستقيم، فالصدق استقامة والكذب اعوجاج، والأمانة استقامة والخيانة اعوجاج، وأكل الحلال استقامة وأكل الحرام اعوجاج، وأذى الناس اعوجاج، فإن استقمتم فماذا لكم في الدنيا وماذا لكم في الآخرة، أما في الدنيا فراحة النفس والبال والسكينة والطمأنينة والبركة في المال والولد، يقول سبحانه: "وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا"، وأما في الآخرة فيقول سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ".