حرب السودان: مأساة الدماء وصرخات الأمل.. جوتيريش والاتحاد الأوروبي يسلطان الضوء على الكارثة
مع مرور عام على اندلاع الحرب في السودان، تزداد الأوضاع تعقيدًا وتفاقمًا، مع تزايد عدد الضحايا والنازحين. في هذا السياق، تصاعدت رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، والتي حذر فيها من كارثة إنسانية محتملة، بينما يتجه الاتحاد الأوروبي بتخصيص مساعدات بقيمة 896 مليون يورو لمساعدة الشعب السوداني المتأثر ودول الجوار.
وحاليًا، مر عام على اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي أدت إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين وتسببت في كارثة إنسانية، وسط حديث عن أزمة جوع عميقة.
وتسببت الحرب في تضخم الخسائر الاقتصادية في ظل تواصل المعارك فيما تقدر الأمم المتحدة أن الدمار الذي طال جميع القطاعات وصلت كلفته إلى مايقرب من ربع الناتج المحلي الإجمالي
ومن جانبه، حذر أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة ، من أن الصراع يُشكل كارثة إنسانية ويُهدد بحدوث مجاعة.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الصراع وحماية المدنيين.
وقال جوتيريش:"ما يحدث في السودان أكبر من مجرد صراع بين طرفين متحاربين. إنها حرب على الشعب السوداني. حرب على آلاف المدنيين الذين قُتلوا وعشرات الآلاف الذين شُوهوا مدى الحياة. حرب على 18 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، وعلى مجتمعات تواجه التهديد المرعب بحدوث مجاعة خلال الشهور المقبلة."
وحذر الأمين العام من أن الهجمات العشوائية التي تؤدي إلى قتل وإصابة وترهيب المدنيين قد تصل إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأشار إلى أن أثر الصراع امتد عبر الحدود، حيث اضطر أكثر من 8 ملايين شخص إلى الفرار من ديارهم بحثا عن الأمان، 1.8 مليون منهم عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.
وناشد جوتيريش جميع الأطراف تيسير الوصول الآمن والعاجل بدون عوائق لعاملي الإغاثة والإمدادات الإنسانية عبر جميع الطرق المتاحة إلى الفاشر، عاصمة شمال دارفور، التي تُواجه خطر هجوم مدمر.
وشدد على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من هذا الرعب، داعيًا إلى ضغط دولي متضافر لوقف إطلاق النار في السودان، يتبعه عملية سلام شاملة.
وأكد جوتيريش، أهمية دعم وتمكين المدنيين، ومنهم جماعات حقوق المرأة والشباب، في مسار الانتقال الديمقراطي في السودان.
واختتم جوتيريش بيانه قائلاً: "سأواصل دعوة جميع الأطراف لإسكات الأسلحة وتلبية تطلعات الشعب السوداني لمستقبل يعمه السلام والأمن."
وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم عن تخصيص 896 مليون يورو لمساعدة الشعب السوداني والدول المجاورة التي تأثرت بالصراع الدائر في السودان.
وقالت المفوضية الأوروبية : "يواجه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعاني ملايين الأشخاص من الجوع والمرض والنزوح. إننا ملتزمون بدعم الشعب السوداني في هذه الأوقات العصيبة."
وتتضمن المساعدة الأوروبية: 355 مليون يورو لتمويل المساعدات الإنسانية والتنموية للسودان وجيرانه، و541 مليون يورو تعهدت بها دول الاتحاد الأوروبي بشكل منفصل
كما سيتم توجيه تمويل المفوضية الأوروبية إلى الفئات الأكثر ضعفاً والمحتاجة التي تعاني من عواقب الصراع في السودان، واللاجئين الذين لجأوا إلى البلدان المجاورة.
ستوفر مساعدات الاتحاد الأوروبي، الرعاية الصحية، والغذاء، والمياه والصرف الصحي، والمأوى، والحماية، والتعليم، وللأسر الأكثر ضعفا والنازحين داخليا وأسر اللاجئين والمجتمعات المضيفة.
وكانت المفوضية الأوروبية قد صرحت: "إننا ندعو المجتمع الدولي إلى زيادة دعمه للشعب السوداني في هذه الأزمة الإنسانية، لا يمكننا السماح لهذا الصراع بالاستمرار دون عواقب وخيمة".
وختامًا، بين صرخات الألم ونبض الأمل، تبقى السودان وشعبه في مواجهة تحديات هائلة. ومع وعود المساعدات والدعوات للسلام، يبقى العمل المشترك الدولي ضروريًا للتصدي لهذه الأزمة الإنسانية وتحقيق الاستقرار في المنطقة. لنتمسك برسالة الأمل ونعمل معًا نحو مستقبل يعمه السلام والازدهار للسودان وشعبه.