الأونروا: المساعدات التي تدخل غزة لا تكفي الاحتياجات الإنسانية
أكدت إيناس حمدان، القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة، ضرورة إعادة النظر في كمية المساعدات التي تصل إلى القطاع، حيث لا تتجاوز 181 شاحنة يوميًا، وهو رقم لا يكفي لتلبية الاحتياجات الضخمة هناك، خاصةً مع تزايد نسبة النازحين إلى أكثر من 75%.
وأشارت حمدان إلى أن الظروف الصعبة وانعدام الأمن وصعوبة التنقل بسبب تدمير البنية التحتية والطرق، لم تثن العاملين في المجال الإنساني عن مواصلة عملهم وتقديم الخدمات الصحية واللوجستية والمساعدات في القطاع.
وأضافت أن الوكالة سجلت مقتل 178 موظفًا خلال العدوان، وهو رقم مرتفع يشكل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين المتعلقة بحماية العمال الإنسانيين، ويجب تأمين طرقهم وحمايتهم من قبل الأطراف المعنية، بدلاً من تعريضهم للهجمات كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي.
وفي نفس السياق، أعلن رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة (الأونروا)، فيليب لازاريني، عن وجود ما وصفه بـ "حملة خبيثة" تهدف إلى إنهاء عمل الوكالة، محذرًا من "تداعيات خطيرة على السلام والأمن الدوليين".
وقال لازاريني أمام مجلس الأمن الدولي إن منع الوكالة من تقديم المساعدات وإنقاذ الأرواح في قطاع غزة يشكل خطرًا كبيرًا.
وأكد أن تفكيك الأونروا سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وزيادة احتمالية ظهور المجاعة في المنطقة.
وحذر من أن ذلك سيترك السكان، خاصة الأطفال، بدون الخدمات الأساسية، مما يعرضهم لمزيد من المعاناة والخطر.
وأشار إلى أن أكثر من 17 ألف طفل فقدوا عائلاتهم وتركوا ليواجهوا رعب الحرب في غزة بمفردهم، مما يعزز حالة الضغط النفسي عليهم.
وختم تحذيره بتأكيد أن "المجاعة التي تواجهها غزة تعتبر نتيجة لتدخل البشر وتشدد قبضتها على السكان في المنطقة".
وحذر لازيني أمام مجلس الأمن الدولي من أنّ الرضوخ لطلب إسرائيل بحلّ الوكالة الأممية من شأنه أن يفاقم المجاعة في قطاع غزة وأن يدفع بجيل من الأطفال إلى "اليأس" وبالتالي تأجيج "دوامات عنف لا تنتهي".
شدّد لازاريني أمام مجلس الأمن الدولي على أنّ الأونروا التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1949 "هي العمود الفقري للعمليات الإنسانية" في غزة.
وندّد المفوّض العام بالحملة "الغادرة" التي تستهدف الأونروا بهدف وضع حدّ لعملياتها، محذّراً من أنّ "تفكيك الأونروا ستكون له تداعيات دائمة".