القمة الإسلامية في جامبيا.. تعزيز التضامن لتحقيق التنمية المستدامة
تحت شعار "تعزيز الوحدة والتضامن من خلال الحوار من أجل التنمية المستدامة"، ستعقد منظمة التعاون الإسلامي الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية في بانجول، عاصمة جامبيا، السبت، ومن المقرر أن يستمر المؤتمر لمدة يومين.
تستعرض القمة قضايا عديدة تهم العالم الإسلامي، بما في ذلك القضايا السياسية مثل القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى المسائل الاقتصادية، والإنسانية، والاجتماعية، والقانونية، والثقافية، وقضايا الشباب والمرأة والأسرة، والعلوم والتكنولوجيا، والإعلام، والجماعات والمجموعات المسلمة في الدول غير الأعضاء بالمنظمة. كما تركز القمة على مواضيع تعزيز الحوار ونبذ خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا، وتناول قضايا التغير المناخي والأمن الغذائي.
من المقرر أن يقدم الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، خلال القمة تقريرًا يستعرض أبرز الأنشطة والبرامج والمشاريع التي قامت بها المنظمة منذ الدورة السابقة لمؤتمر القمة الإسلامية. ومن المتوقع أن يصدر عن الدورة الخامسة عشرة بيانًا ختاميًا يحتوي على مواقف المنظمة إزاء القضايا المطروحة على القمة، بالإضافة إلى قرار بشأن فلسطين والقدس الشريف، وإعلان بانجول.
جامبيا تعتبر واحدة من أوائل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بعد أن صدقت على الميثاق في عام 1974.
في 11 نوفمبر 2019، رفعت جامبيا، نيابة عن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، قضية إبادة جماعية ضد ميانمار في محكمة العدل الدولية. اتهمت ميانمار بالفشل في منع ومعاقبة أعمال الإبادة الجماعية ضد الروهينجا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جامبيا، تمشيا مع ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، تعمل مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وفي الأمم المتحدة، تدعم الدولة القرارات التي تدين العدوان والاحتلال الإسرائيلي، وآخرها بيان شديد اللهجة يدعو إلى إنهاء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.
وتعد المنظمة ، وهي "الصوت الجماعي للعالم الإسلامي"، ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، حيث تضم في عضويتها 57 دولة موزعة على 4 قارات، وتمثل منطقة جغرافية واسعة تضم 1.7 مليار مسلم، ولها مكاتب ومقرات في العديد من الدول الأعضاء، ويوجد مقرها الرئيسي بمدينة جدة السعودية.
تأسست منظمة التعاون الإسلامي في البداية تحت مسمى "منظمة المؤتمر الإسلامي" بقرار من القمة الإسلامية التي عقدت بالعاصمة المغربية الرباط في 25 سبتمبر1969، في أعقاب حريق الأقصى في اعتداء يهودي متطرف على المسجد الأقصى في القدس في 21 أغسطس 1969.
وتضمَّن ميثاق منظمة التعاون الإسلامي منذ التأسيس عهدا بالسعي بكل الوسائل السياسية والعسكرية وراء تحرير القدس من الاحتلال، ولكن مهمات المنظمة اتسعت بعد ذلك لتشمل متابعة قضايا العالم الإسلامي بشكل عام.
ويحدد ميثاق المنظمة أهدافها ومبادئها وغايتها الأساسية المتمثلة في تكثيف التضامن والتعاون بين الدول الأعضاء، والتصدي لتشويه صورة الإسلام، وتشجيع الحوار بين الحضارات والأديان، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وكذا تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الاجتماعية والثقافية والإعلامية.
وترمي المنظمة -حسب ميثاقها- إلى دعم الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير، وإقامة دولة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف، والحفاظ على الهوية التاريخية والإسلامية للقدس وعلى الأماكن المقدسة فيها.
ومن جاته، دعا وزير خارجية السودان السفير حسين عوض، جامبيا إلى تقديم الدعم اللازم لبلاده في المنابر الدولية والإقليمية من خلال رئاستها للقمة الإسلامية وعضويتها في كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
جاء ذلك وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية اليوم السبت خلال لقاء وزير الخارجية السوداني مع وزير الخارجية والتعاون الدولي والجامبيين في الخارج بجمهورية جامبيا، مامادو تانجارا، على هامش الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي التي ستعقد في العاصمة الجامبية، بانجول اليوم.
وقدم وزير الخارجية السوداني التهنئة إلى دولة جامبيا بمناسبة توليها رئاسة القمة الإسلامية، متمنيا لها التوفيق والسداد في تعزيز العمل الإسلامي المشترك، كما قدم توضيحا لنظيره الجامبي عن مستجدات الأوضاع في السودان.
من جانبه، أكد الوزير الجامبي أن حكومته ستلعب دورا إيجابيا لضمان استتباب الأمن والسلام والاستقرار في السودان.