تشاد تدخل في صمت انتخابي قبيل العُرس الرئاسي
دخلت تشاد مرحلة الصمت الانتخابي اعتبارا من منتصف، ليل أمس السبت، وذلك عشية الانتخابات الرئاسية والمقررة غدا الاثنين (6 مايو الجاري) والتي من المفترض أن تضع حدا للمرحلة الانتقالية في البلاد بعد وفاة الرئيس "إدريس ديبي".
وذكر راديو "فرنسا الدولي"، اليوم الأحد، أن المرشحين العشرة في الانتخابات الرئاسية وأبرزهم الرئيس "محمد إدريس ديبي" ورئيس الوزراء "سوكسيه ماسرا" اطلقوا حملتهم الدعائية عبر المدن والقرى التشادية المختلفة لمدة عشرة أيام والتي جرت في هدوء حيث استطاع كافة المرشحين تقديم برنامجهم بكل حرية/ على حد تعبير أحد المتخصصين دون الإفصاح عن هويته.
يذكر أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ تشاد الواقعة في وسط أفريقيا التي سيتنافس فيها رئيس دولة ورئيس وزراء في انتخابات رئاسية.
تشتد المنافسة في الحملة الانتخابية في تشاد، حيث يجري الرئيس المؤقت، محمد إدريس ديبي، لأول مرة، اختبار الشعب في الانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من مايو.
ارتقى الزعيم الحالي إلى السلطة في أبريل 2021، حيث تولى منصب الرئيس بتنصيب من الجيش بعد وفاة والده إدريس ديبي، الذي قتل في ساحة المعركة بعد أكثر من ثلاثين عامًا من الحكم. كان الجنرال البالغ من العمر 40 عامًا يخطط في البداية لتسليم السلطة إلى المدنيين بعد فترة انتقالية تستمر 18 شهرًا، لكنه لاحقًا قرر تمديد هذه الفترة والمشاركة في السباق الانتخابي.
تشارك تسعة مرشحين آخرين في السباق الانتخابي، من بينهم الوزير السابق ألبرت باهيمي باداكي، ووزيرة التعليم العالي ليدي بياسمدا، التي تمثل النساء الوحيدة المتنافسة على منصب الرئاسة. كما يُعَد رئيس الوزراء الحالي سوكسيه ماسرا المنافس الرئيسي في هذا السباق.
الانتخابات الرئاسية في تشاد تشهد منافسة شديدة بين عدة مرشحين، بما في ذلك الرئيس المؤقت والمرشحين الآخرين، مما يعكس تحولا هاما في المشهد السياسي للبلاد بعد وفاة الرئيس السابق. هذه الانتخابات تمثل فرصة مهمة للشعب التشادي لاختيار القائد الذي سيقود البلاد في المرحلة القادمة، ومن المتوقع أن تكون النتائج محور اهتمام دولي وإقليمي.
هذا التصادم بين الرئيس الانتقالي ورئيس حكومته، الذي عينه بنفسه في الأول من يناير الماضي، من أكثر ما يجذب اهتمام متابعي هذه الانتخابات. فقبل أن يلتحق بالسلطة، كان سوكسيه ماسرا، الذي يبلغ من العمر 40 عاما، أشرس معارض للنظام.
عام 2021، عارض بقوة استيلاء الرئيس الحالي على السلطة على رأس مجلس عسكري، واعتبره "انقلابا" داعيا إلى التظاهر.
في أكتوبر 2022، تحولت إحدى هذه التجمعات، التي نظمت للاحتجاج ضد تمديد فترة الانتقال لمدة عامين، إلى مواجهات عنيفة. قُتل فيها العشرات من التشاديين وسُمي لاحقا بـ"الخميس الأسود".
بعد ذلك، اختفى سوكسيه ماسرا ثم غادر البلاد. عاد إلى تشاد بعد عام من ذلك، إثر اتفاق مع النظام، وتم تعيينه في منصب رئيس الوزراء، ما جلب له انتقادات واسعة من عدة شخصيات في المعارضة التي سارعت إلى اتهامه بالخيانة.