هل يمكن علميا إثبات وجود بني إسرائيل في مصر؟
قال الباحث الإسلامي، ياسر أنور، إن هناك أصوات تخرج من جينا لأخر، تريد أن تعمل على تكريس التعارض بين الرواية الدينية والرواية العلمية، وذلك لأهداف يعرفها الكثيرون. لكن في حقيقة، فإن الرواية الدينية قطعية الدلالة لا يمكن أن تتعارض مع الرواية العلمية قطعية الثبوت، و إنما يأتي التعارض من إساءة قراءة كلتا الروايتين.
وتابع عبر صفحتى الشخصية على الفيس بوك: أنه فيما يتعلق بقضية وجود إثبات بني إسرائيل في مصر، فإنه يمكن التوفيق بين الدين والعلم من خلال بعض النقد تتمثل في أنه لا يوجد خلاف علمي حول وجود ما يسمى( الهكسوس) أو (حاكا خاسوت) في مصر.
وأشار"أنور" إلى أنه يوجد في بردية تورين Turin king list، وهي أوثق بردية تذكر ملوك المصريين ومشاهير الهكسوس، يوجد بها اسم النبي يعقوب، أو يقعوب، حيث يمكن قراءة الاسم بالطريقتين، واسمه كما جاء في البردية( يعقوب هار) ، أي يعقوب الجبل، منوها إلى أنه لا يوجد خلاف علمي حول المنطقة التي أقام بها الهكسوس، وهي مصر السفلى أو الوجه البحري، حيث ينتمي الهكسوس وفقا للبردية تورين إلى الأسرتين الخامسة عشر والسادسة عشر (حوالي ١٥٠٠ سنة قبل الميلاد)، وهي نفس حقبة دخول بني إسرائيل مصر تقريبا.
وأوضح: أنه لا يوجد بردية واحدة تؤكد دخول الهكسوس مصر من خلال معارك حربية، بل الراجح المنطقي ان هذا الدخول تم من خلال التجارة، ثم استطاعوا من خلال مهاراتهم الزراعية الحرفية الإقامة في مصر، مشيرا إلى ما قاله المؤرخ المصرى القديم عندما وصف الهكسوس بأوصاف سلبية بسبب احتقارهم لآلهة وعادات المصريين، وذلك من خلال ما سبق يمكن الوصول إلى نتائج قطعية، وهي أن الهكسوس هم بنو إسرائيل، أو على الأقل، يمكن اعتبار بني إسرائيل جزءا من الشعوب التي شكلت بني الهكسوس، ويمكن اعتبار النبي يوسف عليه السلام أو من وصل إلى المناصب القيادية في مصر، ثم بعد ذلك توغل بنو إسرائيل استطاعوا الوصول إلى حكم الوجه البحري.
وختم قائلا: إن ذلك يتفق مع قول الله تعالى على لسان موسى عليه السلام: إذ جعل فيكم أنبيأء وجعلكم ملوكا.