صراع القيم والمصالح.. تصادم طموحات جنوب أفريقيا وإسرائيل بسبب عزة
العلاقات بين جنوب أفريقيا وإسرائيل تاريخياً كانت معقدة ومحفوفة بالتوترات، فجنوب أفريقيا كانت من بين الدول التي دعمت بقوة الفلسطينيين في الصراع العربي الإسرائيلي، وقد فرضت عقوبات على إسرائيل خلال فترة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
مع نهاية الفصل العنصري وتحول جنوب أفريقيا نحو ديمقراطية متعددة الأعراق في التسعينيات، شهدت العلاقات بين البلدين بعض التحسن. بعد ذلك، عادت التوترات مرة أخرى مع اندلاع الصراعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
تصادم الطموحات هنا يأتي من تبني جنوب أفريقيا لمواقف داعمة للفلسطينيين والتزامها بمبادئ حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. في حين، تقوم إسرائيل بالدفاع عن سياستها الأمنية وحقها في الدفاع عن نفسها، وترى تدخلات الدول الأخرى بما في ذلك جنوب أفريقيا كتدخلات غير مرغوب فيها.
وفي ذات السياق، قالت الدكتورة ناليدي باندور، وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، إننا نطمح في وقف إطلاق نار دائم في غزة، بالإضافة إلى كل الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا نقبل بأقل من هذا الهدف.
وأضافت "باندور"، في لقاء عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، مع الإعلامية شيماء الكردي، أن حرب إسرائيل على الفلسطينيين الأبرياء خاصة النساء والأطفال أمر غير مقبول نهائيا ولا يمكن الدفاع عنه.
وتابعت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا: "مستمرون في هذه الجهود والمنهجية من أجل تطبيق كل القرارات الصادرة من العدل الدولية والجنائية الدولية، من أجل أن يكون هناك نهاية لهذه الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين".
تحدثت الدكتورة ناليدي باندور وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، عما كانت بلاده ستتخذ إجراءات مستقبلية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي بخلاف اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، قائلة: "نحن في انتظار القرارات النهائية من محكمة العدل الدولية وأن تعطي موعدا نهائيا لهذه القضية المفتوحة أمامها فيما يتعلق بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية".
وأضافت "باندور": "لدينا الكثير من الشهود للوقوف أمام المحكمة، وبالتالي، يمكن الاستماع استماعا كاملا لقضيتنا وسوف نستمر في التواصل مع الأعضاء كافة بالأمم المتحدة، ولاسيما أعضاء مجلس الأمن من أجل تحقيق الهدف الأسمى، ومن أجل الاتفاق من جانب مجلس الأمن على وقف إطلاق النار الدائم، ولابد من ضمان تنفيذ وتفعيل هذا القرار الخاص بوقف إطلاق النار".
وتابعت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا: "سوف نستمر على هذه المنهجية في المستويات والأصعدة كافة مع كل المؤسسات والأجهزة المعنية بالمسألة والتواصل مع المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية، وبذلك يمكن أن يكون هناك حوار بناء، ووفقا لذلك، سوف تكون هناك إجراءات ملموسة على أرض الواقع، وسوف يكون هناك تواصل مع بعض الأكاديميات والمؤسسات المعنية لضمان الرفض التام لإسرائيل".