استمرار البحث عن طائرة الرئيس الإيراني.. ظروف مناخية قاسية وتحذيرات من مخاطر الحيوانات البرية
تعرضت مروحية تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان لحادث مدمر أثناء عودتها من زيارة دبلوماسية إلى أذربيجان. وقع الحادث وسط ضباب كثيف حيث كانت الطائرة تتنقل في منطقة جبلية على الرغم من التحذيرات من سوء الأحوال الجوية في اليوم السابق.
قال النائب عن كليبر، حسين حاتمي، إنه لم يتم الاتصال بأي شخص على متن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، التي لا يمكن الوصول إليها حالياً، وفقاً لما ذكرته الوكالات المحلية في وقت متأخر من اليوم الأحد.
وأفاد حاتمي في آخر تحديث عن الحادث لجماران قائلاً: "هناك احتمال بوقوع حادث أو هبوط صعب. المنطقة مغطاة بالغابات والضباب وتغطيها ارتفاعات مغطاة بالثلوج، مما يجعل من الصعب استكشاف المنطقة بشكل كامل".
وأضاف: "لا توجد معلومات عن جميع الركاب على متن المروحية، ولم يتم تلقي أي إشارة هاتفية منهم. لم يتم الاتصال بأي شخص على متنها، بما في ذلك فريق الحماية".
كما قال وزير الصحة الإيراني: "نحن في منطقة مس سونغون. جميع فرق الإنقاذ مشغولة بالبحث، لكن المنطقة ضبابية للغاية، مما يجعل البحث صعباً للغاية. جميع المرافق الطبية، بما في ذلك حافلات الإسعاف والجراحين والأطباء، موجودة في الموقع لتقديم الرعاية الطبية بمجرد العثور على المروحية".
في موقع الحادث الخاص بمروحية الرئيس، تتواجد صخور ضخمة يزيد ارتفاعها عن 70 متراً، مما يعيق عمليات البحث والإنقاذ.
يقع موقع الحادث في غابة ديزمار، بين ورزقان وجلفا في مقاطعة أذربيجان الشرقية، بالقرب من الحدود مع جمهورية أذربيجان. أكد وزير الداخلية أحمد وحيدي للتلفزيون الحكومي أن إحدى المروحيات الثلاث في القافلة تعرضت لهبوط صعب، في انتظار المزيد من التفاصيل.
أفاد السكان بسماع أصوات مقلقة من منطقة غابة ديزمار بين قريتي أوزي وبير داوود شمال ورزقان في مقاطعة أذربيجان الشرقية بعد الحادث، لكن هذا لم يتم تأكيده.
بالرغم من الظروف الصعبة، تقوم 40 فريقاً بالبحث عن الحطام، كما أكدت التلفزيون الحكومي. ومع ذلك، تواجه عملية البحث تحديات كبيرة بسبب تدهور الأحوال الجوية والطرق الموحلة والخطورة الناتجة عن حلول الظلام.
التقارير غير المكتملة من وكالات الأمن زادت من القلق بشأن سلامة الأشخاص على متنها. وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر إن خطورة الوضع تبرز من خلال عدم اليقين المحيط بحالة المروحية والظروف الجوية القاسية التي أدت إلى الإبلاغ عن فقدان ثلاثة من عمال الإنقاذ.
وسط الفوضى، ظهرت تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي، مع بعض الأشخاص الذين يقترحون احتمال حدوث مؤامرة أو محاولات اغتيال.
كما عبرت المصادر المحلية عن القلق بشأن احتمال وجود الحيوانات البرية في المنطقة، بما في ذلك الخنازير البرية والدببة البنية وابن آوى، مع اقتراب حلول الليل.
جذب الحادث انتباه العالم، حيث تراقب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والشركاء عن كثب التطورات. واعترفت وزارة الخارجية الأمريكية بالتقارير قائلة إنها تراقب الوضع عن كثب.
ظهرت تفاصيل إضافية حول بروتوكولات الطيران المتعلقة بالمسؤولين الإيرانيين، مع تقارير تشير إلى وجود أجهزة تتبع متخصصة على متن المروحيات الرئاسية. على الرغم من هذه الاحتياطات، تستمر المخاوف بشأن مصير الأشخاص على متنها.
مع تطور الوضع، يتحول الانتباه إلى الأحكام الدستورية المتعلقة بخلافة الرئيس في حالة العجز أو الشغور. ينص المادة 131 من الدستور الإيراني على عملية نقل صلاحيات الرئيس في مثل هذه الظروف.
وفقاً للتقارير، كانت المروحية المعنية تقل الرئيس الإيراني. وتم تحديدها كمروحية بيل 214.
قدم نويد غديري أناركي، الطيار المخضرم وخبير الطيران، رؤى حول بروتوكولات الطيران التي يتبعها كبار المسؤولين الإيرانيين خلال مقابلة مع بي بي سي الفارسية.
وكشف أن المروحيات الرئاسية الإيرانية مجهزة بجهاز تتبع خاص مميز إلى جانب أنظمة التتبع التقليدية مثل GPS والمستجيب. يتميز هذا الجهاز الخاص بقدرته على إرسال إشارات لمدة تصل إلى 72 ساعة، مما يعزز القدرة على تحديد موقع الطائرة في حالات الطوارئ.
جدير بالذكر أن هذا الحادث يأتي بعد حادث تحطم مروحية مؤخراً شمل وزير الرياضة الإيراني، الذي نجا، وكذلك حادث سابق شمل الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، والذي لم يسفر عن إصابات.
ينتظر الشعب الإيراني والمجتمع الدولي تحديثات حول حالة الرئيس رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان ومرافقيهم، حيث تستمر الجهود للعثور عليهم ومساعدتهم في ظل الظروف الصعبة.