نجحت الصين وبتفوق الصين على أمريكا بقطاع الطاقة المتجددة، باعتبارها عملاق الطاقة المتجددة في السنوات الخمس المقبلة، ويرجع ذلك في حدّ كبير منه، إلى السياسات الداعمة وتوفير التمويل، مما وصفها الكثيرين في الوقت الراهن بـ القوة المهيمنة بنشر الطاقة المتجددة حول العالم.
من ناحيتها، أعلنت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، مساء اليوم الثلاثاء، أن المخاوف حيال الإفراط الصيني في إنتاج التكنولوجيا الرئيسية الصديقة للبيئة ستكون على رأس أولويات اجتماع مرتقب لوزراء مالية مجموعة السبع.
أمريكا تبدي تخوفها من ارتفاع حجم إنتاج الصين بقطاع الطاقة المتجددة
وقالت يلين في خطاب في فرانكفورت إن الإنتاج الصيني في مجالات مثل المركبات الكهربائية والبطاريات والألواح الشمسية "يتجاوز بشكل كبير الطلب العالمي".
وأضافت أن الطاقة الفائضة تمثّل تهديدا لتطوير صناعات الطاقة النظيفة حول العالمن لافتة إلى أن المسألة "ستكون محور اجتماعات مجموعة السبع في إيطاليا في وقت لاحق هذا الأسبوع".
ومن المقرر أن يجتمع وزراء مالية بلدان مجموعة السبع الصناعية في ستريسا في إيطاليا اعتبارا من الخميس.
وتشعر واشنطن بالقلق من أن دعم الحكومة الصينية يؤدي إلى إنتاج فائض يتجاوز قدرة الأسواق العالمية على الاستيعاب ويؤدي إلى زيادة الصادرات زهيدة الثمن ويؤثر على النمو في بلدان أخرى.
وقالت يلين إنه تم "إبلاغ نظرائي الصينيين مباشرة" بمخاوفها أثناء زيارة إلى البلاد الشهر الماضي.
الطاقة المتجددة تواصل فرض وجودها داخل مشهد الطاقة العالمي
وتجدر الإشارة إلى أن الطاقة المتجددة تواصل فرض وجودها داخل مشهد الطاقة العالمي، كحل لتحقيق الحياد الكربوني، حيث يسعى العالم بخطى متسارعة للاستثمار بمشاريع الطاقة النظيفة، وخفض اعتماده على الوقود الأحفوري للحد من تغير المناخ.
وهذا التحوّل في نظام الطاقة، سيؤدي إلى ظهور خريطة جديدة، لتوزيع القوى المنتجة للطاقة في العالم، حيث تتجه الصين لتصبح القائد العالمي في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، وهو ما دفع ببعض المراقبين لوصفها بـ "أوبك" الطاقة المتجددة.
والتفوّق الصيني في مجال الطاقة النظيفة، أكده تقرير "الطاقة المتجددة" الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، والذي كشف أن الصين ستستحوذ على 56 بالمئة من الإضافات، التي ستشهدها قدرات الطاقة المتجددة في العالم، خلال الفترة الممتدة بين 2023 و2028، بمقدار 2060 جيجا وات ، بينما ستضيف بقية دول العالم 1574 جيجا وات، منها 429 جيجا وات للاتحاد الأوروبي، و337 جيجا وات للولايات المتحدة.
وبالتالي يشير تقرير «الطاقة المتجددة 2023» إلى أن الصين ستعزز مكانتها باعتبارها عملاق الطاقة المتجددة في السنوات الخمس المقبلة، ويرجع ذلك في حدّ كبير منه، إلى السياسات الداعمة وتوافر التمويل، وهذا سيساهم في جعلها القوة المهيمنة في نشر الطاقة المتجددة في العالم.