هل مبادرة ”جسور التنمية” ستستفيد من خبرات 86 ألف عالم مصري في الخارج؟
في الوقت الذي أعلنت فيه مؤخرا أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عن إطلاق مبادرة وبرنامج "جسور التنمية" لعام 2024، وذلك تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وتحقيقًا لمبدأ التواصل والتكامل بالإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030، وإيمانًا بأهمية دمج خبرات ورؤى علمائنا بالخارج في منظومة العلوم والتكنولوجيا والابتكار المصرية، بما يخدم أهداف الدولة التنموية، تأتي إحصاءات الاتحاد العام للمصريين فى الخارج، لتشير إلى أن عدد العلماء المصريين فى الخارج نحو 86 ألفا، منهم 3000 عالم فى الولايات المتحدة وحدها، لتحتل مصر بذلك المركز الأول عالمياً بالنسبة لعدد العلماء الأجانب خارج بلدانهم .
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ممكن هذه المبادرة والبرنامج يستفيد من خبرات هذا الكم الكبير من العلماء المصريين في الخارج حيث وتعتمد مبادرة "جسور التنمية" وهى إحدى مبادرات الأكاديمية، على الخبرات المتراكمة لبرامج مختلفة، مثل: برنامج توكتن "نقل المعرفة من خلال المغتربين"، وبرنامج "جسور التنمية" بمثابة برنامج متعدد الأهداف والأغراض، تم إنشاؤه عام 2015؛ حيث يسمح للمؤسسات البحثية في مصر بالاستفادة من خبرات المغتربين المصريين، كما يسمح للخبراء المصريين بالخارج برؤية التحديات والمتطلبات الخاصة بعملية التنمية على المستوى المحلي، فكل من المؤسسات البحثية المصرية والخبراء المصريين بالخارج، يستطيع التقدم وإنشاء ائتلاف خاص بحل مشكلة راهنة، وعلى جميع المهتمين الاطلاع على مجالات التقدم، وملء الاستمارة، ويمكنكم الدخول على موق الأكاديمية.
كما يركز "جسور التنمية" على أكبر قدر ممكن للإفادة من الخبرات المتنوعة للمصريين العاملين بالخارج، والخلفيات الأكاديمية والصناعية في التنمية المحلية، على عكس برامج أخرى مشابهة، و "جسور التنمية" لا يركز على إعادة توطين الخبراء المصريين في الخارج، لكن يعتمد على تطوير علاقات قوية معهم، تسهم بسهولة في مواجهة وإيجاد حلول للتحديات والمشكلات المحلية.
و يوفر البرنامج منحًا تصل إلي مليون جنيه مصري، بناءً على أساس تنافسي، للمنظمات المصرية لدعم التحديات المحلية من خلال العمل بالتعاون مع الخبراء المصريين في الخارج؛ مما يسمح للجهات الصناعية والمؤسسات البحثية المصرية بالاشتراك مع الخبراء المصريين في الخارج في مشروع مشترك، وتشمل أنشطة المشروعات المشتركة البحوث التعاونية، ودعم تطوير النماذج الأولية والنصف صناعية، والابتكار التكنولوجي، وبناء القدرات والتشبيك الدولي.
وهذا ما استعرضه الدكتور أيمن عاشور خلال اجتماعه مع نخبة من العلماء والأساتذة المصريين المتميزين في مختلف الجامعات البريطانية الأعلى تصنيفًا، وذلك على هامش مشاركته في فعاليات المنتدى العالمي للتعليم، المنعقد في لندن بحضور السفير شريف كامل، سفير مصر بلندن، مؤكدا حرص القيادة السياسية على تعزيز التواصل بين العلماء المصريين في مختلف أنحاء العالم، والاستفادة من خبراتهم في تنفيذ الخطة الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والتعليم عبر الحدود.
يقول الدكتور يسري الجبالي باحث الدكتوراه في جامعة برلين الحرة، إن خبرات العلماء المصريين في الخارج، تعد ثروة ضخمة لا تقدر بثمن، مشيدا في الوقت نفسه بالمبادرة والبرنامج الذي أطلقته أكاديمية البحث العلمي، المصرية، لاستقطاب أكبر عدد من العلماء المصريين لنقل خبراتهم وعلمهم إلى وطنهم الأصلي، مؤكدا أن العلماء المصريين في الخارج يحظون باهتمام كبير، ومكانة عالية جدا في الخارج، نظرا لعلمهم وخبراتهم الكبيرة.
وطالب "الجبالي" الإعلام المصري" بضرورة تسليط الضوء على هذه النماذج المصرية المشرفة ، داخل مصر، لكي يكونوا بمثابة قدوة للشباب المصري، ويعلموا أن هناك نماذج في مختلف المجالات وليس في الكرة والفن فقط، مشيرا إلى درس لسنوات في ألمانيا وكثيرا ما سمع عن مصريين يحتلون مكانة مرموقة في مختلف المجالات، داعيا إلى ضرورة عمل مؤتمر دولي خاص بهؤلاء العلماء المصريين .