رئيس إذاعات ”التعاون الإسلامي”: خوارزميات السوشيال ميديا تلعب دورًا مهمًا في تشكيل المشهد الإعلامي العربي
شارك الإعلامي الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، الثلاثاء ٢٨ مايو 2024، متحدثًا في إحدى جلسات منتدى دبي للإعلام بعنوان "من أين يدير رئيس التحرير الإعلام؟" والتي تعقد فعالياته يومي ٢٧ و٢٨ مايو.
وتناولت الجلسة عدة محاور تدور حول إلى أي مدى تتحكم خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي في المحتوى الإعلامي العربي وفي الإعلامي الغربي على الرغم من وجود مئات المنصات والصحف والمؤسسات الإعلامية ولكن عندما يتعلق الأمر بتغطية بعض القضايا التي تتعارض مع السياسات الغربية، نرى وكان كل الإعلام الغربي يديره مدير تحرير واحد؟
وقال الليثي إن الخوارزميات ترتب النتائج على محركات البحث، وتدير تغذية الأخبار عليها وتفرض رقابة على المحتوى غير المرغوب به، ثم تجمع بيانات المستخدمين، وتحلل هذه البيانات وفقًا لتعليمات صممت لها، وتأخذ قرار بما سيتم عرضه على المستخدم أو حجبه بناءًا على بيناته الشخصية، فهي إذن تؤثر على وصول المحتوى الإعلامي إلى المستخدم، ولكنها لا تتحكم مباشرة في المحتوى نفسه.
وأضاف أنه من المُتوقّع أن تستمر خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي في لعب دور مهم في تشكيل المشهد الإعلامي العربي، ولذلك، يقع على عاتق المؤسسات الإعلامية مسؤولية كبيرة في التكيّف مع هذه التغييرات عن طريق عدة مبادرات لمواجهة تأثير خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: دعم الإنتاج الإعلامي المُستقل والتدريب والتأهيل المستمر للإعلاميين وتعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الجمهور وتشجيع التنوع في مصادر المعلومات وتعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية.
واستطرد: الإعلام الغربي حينما يؤمّن مساحةً للحرية وسقفًا أعلى لقول الحقيقة، ويضفي بعض الحيادية والموضوعية لا يعني استقلاليته، وتجربة طوفان الأقصى دليل دامغ على هذا.. فمن يتابع مختلف القنوات والمواقع الغربية يجد أن دلائل "العمى" في النظر إلى واقع القضية الفلسطينية أكثر من أن تحصى، واللافت للانتباه هو أن السارد الفلسطيني وبمجرد التذكير بجذور القضية يجد أمامه مذيعًا يحاول وبضعف صارخ الرد على البرهان الفلسطيني ثم سرعان ما ينهي المقابلة، في مقابل لقاءات مع إسرائيليين يفسح مجال الزمن أمامهم مع مقاطعات شحيحة وخجولة لا تمنعهم من تزييف المشهد مجددًا مرارًا وتكرارًا.
واستكمل: في عالمنا العربي ومع حرب السابع من أكتوبر، تخاض حرب من نوع آخر لا تقل خطورة وشراسة عن حرب الميدان، أداتها منصات التواصل الاجتماعي وتحديدا مجموعة ميتا "فيسبوك، انستغرام، واتساب" وشركة غوغل و"يوتيوب" ومنصة "إكس" وغيرها، حيث شرع مؤسسوها، المناصرين للكيان الصهيوني بتصميم خوارزميات جعلت من المحتوى المناهض لهذا الكيان والذي يفضح همجيته وإجرامه أمام العالم مهدد بالحذف أو الحظر أو الحجب وذلك في تحيّز واضح وتحت قاعدة النظر للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعين واحدة، فالحرب الإعلامية التي باتت أدواتها بالدرجة الاولى منصات التواصل الاجتماعي مهمة وضرورية في نقل الصورة وعدم تشويه الحقائق والوقائع، ومشاركتها مع العالم.
و"منتدى الإعلام العربي" الـ22 يجمع في دبي قيادات الإعلام وأبرز رموزه لاستشراف مستقبل القطاع ومقومات النهوض بقدراته، ويشتمل على أجندة موسّعة تناقش أهم الظواهر الإعلامية وأسبابها وسبل تعزيز تأثيراتها الإيجابية ومعالجة ما قد تحمله من سلبيات.