ترحيب فلسطيني وعربي بقرار مجلس الأمن حول مقترح وقف النار في غزة
رحبت السلطة الفلسطينية وحركة «حماس» وعدة دول عربية بقرار مجلس الأمن الدولي اعتماد اقتراح جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بموافقة 14 عضواً وامتناع روسيا عن التصويت.
وافق مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، على اقتراح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، ودعا «حماس» لقبول الاتفاق الذي يهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 8 أشهر.
يتناول القرار تفاصيل المقترح وينص على أنه «إذا استغرقت المفاوضات أكثر من 6 أسابيع في المرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. وأكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد أمام المجلس بعد التصويت: «لقد صوتنا اليوم لصالح السلام». ويرحب القرار بمقترح وقف إطلاق النار الجديد «الذي قبلته إسرائيل، ويدعو «حماس» إلى قبوله أيضاً، ويحث الجانبين على تنفيذ كل بنوده دون تأخير أو شروط».
وقالت جرينفيلد إن جميع الدول الأعضاء في المجلس «تريد وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن»، وإن الصفقة المطروحة «تلبي مطالب إسرائيل وتتيح إدخال المساعدات إلى غزة». كما دعت إسرائيل لاتخاذ جميع التدابير لحماية المدنيين، وأشارت إلى أن الفلسطينيين «يدفعون الثمن والأوضاع الإنسانية في غزة تتدهور». وتشهد غزة هجمات جوية وبرية وبحرية إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، حسبما ذكرت السلطات الصحية في القطاع.
خطوة في الاتجاه الصحيح
في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس القرار بأنه «خطوة في الاتجاه الصحيح لوقف حرب الإبادة المستمرة ضد شعبنا في قطاع غزة». وأكد نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، دعم الرئاسة لأي قرار يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار ويحافظ على وحدة الأراضي الفلسطينية.
حماس والجهاد الإسلامي
ورحبت «حماس» بالموافقة على مشروع القرار الذي صاغته الولايات المتحدة، وأعربت عن استعدادها «للتعاون مع الإخوة الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ التي تتماشى مع مطالب شعبنا ومقاومتنا».
وأكدت «حماس» في بيان: «ترحب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بما تضمنه قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار الدائم في غزة، والانسحاب التام من القطاع، وتبادل الأسرى، والإعمار، وعودة النازحين إلى مناطقهم، ورفض أي تغير ديموغرافي أو تقليص لمساحة غزة، وإدخال المساعدات اللازمة للقطاع».
من جانبها، قالت حركة «الجهاد الإسلامي» إنها تنظر «بإيجابية» إلى ما تضمنه القرار، خصوصاً بشأن وقف العدوان والانسحاب الكامل للعدو من قطاع غزة.
مجلس التعاون الخليجي
ورحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، في بيان له مساء الاثنين، بقرار مجلس الأمن الدولي لاعتماد الاقتراح الجديد لوقف إطلاق النار في غزة.
وأعرب عن أمله بأن يسهم هذا القرار في إنهاء الأزمة في غزة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد البديوي مواقف دول المجلس الداعمة للقضية الفلسطينية، ودعمها لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
الموقف المصري
كما رحبت مصر بقرار مجلس الأمن لدعم صفقة التوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، بما في ذلك تبادل الأسرى والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية وعودة النازحين الفلسطينيين بأمان. ودعت مصر إسرائيل للامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي ووقف الحرب على غزة.
موقف الجزائر
وأيدت الجزائر، العضو العربي الوحيد في المجلس، مشروع القرار. وقال سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع إن القرار يمثل خطوة إلى الأمام نحو وقف فوري ودائم لإطلاق النار، ويقدم بصيص أمل للفلسطينيين.
روسيا تمتنع عن التصويت
وامتنعت روسيا عن التصويت، بينما وافقت بقية الدول الأعضاء على مشروع القرار الذي يدعم خطة من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار طرحها بايدن في 31 مايو، والتي وصفها بأنها مبادرة إسرائيلية. لكن روسيا اعتبرت أن القرار يفتقر إلى تفاصيل كافية. وأوضح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن مجلس الأمن لا ينبغي أن يوافق على اتفاقات بمعايير غير واضحة.
وكان مجلس الأمن قد طالب في مارس بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين لدى «حماس». ويحاول مفاوضون من الولايات المتحدة ومصر وقطر منذ أشهر التوسط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأكدت «حماس» أنها تسعى إلى نهاية دائمة للحرب في قطاع غزة وانسحاب إسرائيل منه.