كيف يحتفل الجزائريون بعيد الأضحى؟
عادات وتقاليد دائما ما تكون حاضرة في احتفالات الجزائريين بعيد الأضحى المبارك، وسط أجواء عائلية يغمرها التضامن بين جميع الطبقات الاجتماعية.
رُغم التغييرات الكثيرة والتحولات التي طرأت على المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة، غير أنه لا يزال يحافظ على كل تقاليده في إحياء سُنّة النحر، وتكريس وترسيخ صلات الأرحام ومحافظة الجزائريين على زيارة المقابر.
ولكثرة الاهتمام به وعشق الجزائريين اللامتناهي لهذه المناسبة، فإنه يمكن القول إن عيد الأضحى في الجزائر يدوم لمدة أسبوع، إن لم نقل أسبوعين، لا يومين فقط مثلما يُعلن عنه، فالفرحة تجتاحُ بيوت الجزائريين عند حُلول أول أيام شهر ذي الحجة.
ويخرج الجزائريون صبيحة العيد باكرا إلى المساجد والمصليات وسط التكبير والتهليل وطلب العفو والغفران من الله تعالى، وعقب أداء صلاة العيد، يتجمع الرجال أمام الأضاحي لإحياء سنة النحر، اقتداء بسنة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام في أجواء إيمانية، بينما تعكف النساء على تحضير لوازم الطهي وانتظار الأضاحي.
وبعد عملية الذبح، والانتهاء من سلخ الأضحية، يلتزم غالبية الجزائريين بعادات وتقاليد في استهلاك لحوم الأضحية، حيث يحبذون طهي الكبد والطحال في اليوم الأول، فبالرغم من اختلاف العادات والتقاليد عبر الشرق والغرب الجزائري، إلا أن المتفق عليه غالبا هو أن يتم الإفطار يوم العيد بطبق الكبد، في حين تعكف النساء بالمطابخ على تهيئة "البوزلوف" وهو (لحم رأس).
وفي اليوم الثاني، يقوم الأهالي بتوزيع اللحوم وإخراج ثلثها للفقراء والثلث الآخر للضيوف اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي منطقة القبائل بشمال شرقي الجزائر، هناك تقاليد خاصة في عيد الأضحى تتمثل في "الوزيعة" حيث ينحر أهل القرية عجول وأبقار ليتم توزيعها على المحتاجين ومن لم يسعفه الحظ لشراء أضحية العيد، بينما في منطقة أخرى وتحديدا في ولاية غرداية بشمال صحراء الجزائر، تعد هذه المناسبة فرصة لتسوية النزاعات الاجتماعية، وإقامة الصلح بين المتخاصمين، ما يحول العيد إلى محفل يغمر الكبير والصغير بفرحة العيد.
ومن أبرز المأكولات، التي تميز الشعب الجزائري في عيد الأضحى المبارك، والتي تشتهر بها المطابخ الجزائرية، "العصبان"، وهي يتم إعدادها من بطن الخروف، ويتم حشوه بالكبد والقلب وقطع من اللحم وبعض الحمص المسلوق، وهناك أيضا "الملفوف" وهو عبارة عن كبد ملفوف في قطع من الشحم يشوى على الجمر ويقدم مع الشاي الأخضر.
كما يحرص الجزائريون خلال هذه المناسبة السعيدة على صلة الرحم، حيث يتبادل الأهل والأقارب الزيارات ليهنئ بعضهم البعض بفرحة العيد التي هي فرصة عظيمة للتراحم والتسامح والتآزر فيما بينهم.
وفي اليوم الثالث والرابع، يبدأ الجزائريون في التنزه والذهاب إلى الأماكن العامة في جو عائلي بهيج، ومن ثم يحتفظ البيت الجزائري بعادات الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في أجواء عائلية وعادات موروثة عبر مختلف الأجيال.