اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
فوز جامعة الأزهر بلقب أفضل جامعة حكومية مصرية في دعم الابتكار وريادة الأعمال أمين «البحوث الإسلامية»: الأزهر بعلمائه امتداد لغوي يملأ خريطة الكرة الأرضية وزير الأوقاف المصري: مظهر الأئمة وسلوكهم يمثل جزءا أساسيا من مسئوليتهم الدعوية وكيل الأزهر: نقدم للعالم نموذجا أزهريا للمرأة المسلمة القادرة على مواجهة العالم بالعلم مرصد الأزهر يرصد حياة الأطفال في إفريقيا من البراءة إلى الإرهاب مع اقتراب العام الميلادي الجديد .. الأزهر للفتوى يحذر من إدعاءات معرفة الغيب أمين الشئون الإسلامية يزور أسرة الشيخ مصطفى إسماعيل في ذكرى وفاته مرصد الأزهر يحذر من الافكار المتطرفة لحكومة نت نياهو للسيطرة على الأراضي الفلسطينية وزارة الأوقاف تحيي ذكرى وفاة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل أمين البحوث الإسلامية: إشراقات النبي بعد البعثة أنارت للإنسانية طريقها مفتي الديار المصرية يبحث التعاون الديني مع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بليبيا «البحوث الإسلامية» يعقد الاختبارات التحريرية لوعاظ الأزهر الشريف لمسابقة الابتعاث الخارجي

في ذكري ميلاده.. محطات في حياة الأديب عباس محمود العقاد

عباس العقاد
عباس العقاد

عباس محمود العقاد هو أحد أبرز الشخصيات الأدبية والفكرية في تاريخ الأدب العربي، ُولد في 28 يونيو 1889 في أسوان، وعاش حياة مليئة بالتحديات والنضال من أجل تحقيق ذاته المعرفية والأدبية، وعلى الرغم من حرمانه من التعليم الرسمي إلا أنه تمكن من أن يكون واحدًا من أهم الكتاب والمفكرين في القرن العشرين.

ينتمي العقاد إلى أسرة فقيرة، حيث كان والده موظفًا وجده يعمل في مصنع للحرير، لم يحصل سوى على الشهادة الابتدائية، لكنه اتخذ على عاتقه مهمة تثقيف نفسه بنفسه.

منذ صغره، عكف على قراءة التراث العربي وكتب ألف ليلة وليلة ودائرة المعارف وكتابات عبدالله النديم والصحف القديمة، وبالرغم من عدم حصوله على شهادات عليا، إلا أنه فاق في علمه وثقافته العديد من حاملي الشهادات.

العقاد: الشهادات الدراسية ليست مصدر المعرفة

يؤكد العقاد في كتابه "أنا" على أن المعرفة لا تتحقق فقط من خلال الشهادات الدراسية، بل بإرادة الإنسان وعزيمته على التعلم والاطلاع، فالشهادات قد تكون تسجيلاً لمرحلة تعليمية أو جانبًا من التخصص، ولكنها ليست وحدها مصدر المعرفة.

قراءات العقاد وشغفه بالثقافة

على الرغم من إمكانياته المادية المحدودة،
العطار "الدكان الذي كان يبيع الكتب" قرشين بعد قرشين حتى يتم الثمن المطلوب. بهذه الطريقة قرأت العقد الفريد وثمرات الأوراق والمستطرف والكشكول ومقامات الحريرى وبعض الدواوين. ساعدتنى من المصادفات التي لا تتيسر إلا كل حين حيث كانت أسوان يومئذ مرتادا لمئات السائحين كل شتاء. وكان فيها فندقان كبيران وفنادق أخرى دونهما في العظم والوجاهة تزدحم جميعا بالسائحين من مختلف أقطار العالم.

تعودنا فيها أن نرى كل شتاء مكتبات عامرة بالمراجع التاريخية والقصص والصحف والمجلات الأدبية والفكاهية، ولم يكن من العسير علينا أن نحصل على بعضها بالثمن المستطاع بل كان يتفق أحيانا أن يزور مدرستنا أناس من علية السائحين ومعهم أبناؤهم وبناتهم يطلبون تبادل الرسائل، ويبعثون إلينا بالهدايا من الكتب التي تعجبهم ويقدرون أنها تعجبنا.

يقول الأديب عباس محمود العقاد: إذا ذكرت أسوان.. بلدتى جاز لى أن أذكرها فأقول مدرستى، ولأنى كما أسلفت أدين بالإنسانية في الأدب.. وبالعالمية في السياسة، وبالوطن الذي تتسع له آفاق الفكر وآفاق الشعور"

وأضاف العقاد: لكننى أعلم علم اليقين أننى لم أعامل إنسانا قط معاملة صغير أو حقير إلا أن يكون ذلك جزاء له على سوء أدب، وأعلم علم اليقين أننى أمقت الغطرسة على خلق الله، ولهذا أحارب كل ديكتاتور بما أستطيع ولو لم تكن بينى وبينه صلة مكان أو زمان، كما حاربت هتلر ونابليون وآخرين.

فى سرد الذكريات يقول الكاتب عباس العقاد: علمتني الحياة خطتين في سياستي مع الناس، خطة اتبعها فيما يصيبني من الناس، وخطة فيما يصيب الناس مني، فاسترحت كثيرا من تبديد شعوري في غير طائل، وعرفت كيف يكون الاقتصاد في إنفاق الثروة، أما خطتي فيما يصيبنى من الناس فهي أن أتناول طباعهم وأخلاقهم جملة واحدة ولا أفرق بينهم على حسب اختلاف الأشخاص والأفراد.

كان الخلق الواحد في مبدأ الأمر يسبب لي الألم وخيبة الرجاء عشرات المرات بل مئات المرات، وكنت في كل مرة أشعر بصدمة المفاجأة كأنني أكتشف شيئا جديدا لم أكن أتوقعه من قبل، ثم تعودت مع الزمن أن أجعل للناس جميعا حسابا واحدا في رصيد المكسب والخسارة، فهبطت الخسارة كثيرا على الأقل، وهذا في ذاته كسب معدود.

اما خطتي فيما يصيب الناس مني فهي أن أسأل نفسي كلما شعرت بسخطهم وانتقادهم "هل الأمر يعنيني" وبعبارة أخرى هل يضيرني أن أفقد رضاهم، وهل يعنيني أن أفقده، فإذا كان في الأمر ما يضير أو ما يعيب فالأمر يعنيني، ولابد من معالجته بما أستطيع وإلا فلا وجه للتعب والاكتراث، وعولت دائما على المقياس العملي لأن الجري وراء النظريات لا ينتهي إلى غاية.

يحكى العقاد ويقول:ومن التجارب الكثيرة في الأشخاص الذين عرفتهم حق المعرفة تبين لي أنهم يحتالون ويتعبون عقولهم وضمائرهم في الاحتيال، طلبا للشهرة التي لا تهمهم لذاتها، ولكنها تهمهم لغاية يصلون إليها من ورائها، وحمدت الله لأن تلك الغاية لا تهمني أنا، ولا تستحق عندي أن أبذل فيها أقل تعب، حتى لو استطعته كل لحظة، وكنت كمن يتمنى نصيبا من المال ليشتري به شيئا، ثم علم أن الشيء لا يستحق الشراء، فاستغنى عن المال واستغنى عن تمنيه.

وأضاف العقاد: حب العزلة عادة لم أتعلمها من الحياة، بل أخذتها من أبوي الاثنين بغير تعليم، فمن استطاع أن يتعلمها فليتعلمها إن كانت تعنيه، أما أنا فكانت حياتى.