هل يوجد حرمانية في تعليق صور الوالدين والصالحين على الحائط؟
هل تعليق صور الوالدين المتوفيين والصالحين يمنع دخول الملائكة؟، سؤال أجابته دار الإفتاء المصرية من خلال الموقع الرسمي.
أجابت دار الإفتاء: ان تعليق الصور الفوتوغرافية في البيت أمرٌ جائز شرعًا ما لم تشتمل على محرمٍ، فإذا ما كانت صورًا للصالحين أو لأصحاب الفضل؛ صار ذلك مندوبًا إليه، لما في مشاهدة صورهم من البرّ بهم، وتذكرهم والاقتداء بصلاحهم، وقد ورد في أقوال العلماء ما يتضمن أن الرحمات تتنزل عند ذكر الصالحين.
والمقرر أن تلك الصور لا تمنع من دخول الملائكة؛ لأن المقصود بالصور التي تمنع دخول الملائكة هي التماثيل التي تُتَّخَذ للمضاهاة أو العبادة والتعظيم، أو لأن المقصود بالملائكة ملائكة الوحي، فيكون النهي مخصوصًا ببيت النبوة، ولامتناع مفارقة الحفظة من الملائكة للإنسان على كل حال.
وحول حكم تعليق الصور الفوتوغرافية في البيت أو الاحتفاظ بها يتبع الحكم بجوازها؛ إذ إنَّ النهي الوارد في "الصحيحين" عن وجودها في البيت -من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ المَلاَئِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَة»- إنما يقصد به التصاوير المحرمة في ميزان الشريعة، والتي غايرت الصور الفوتوغرافية في حقيقتها وفي علة استخدامها. ويضاف إلى ذلك أنَّ امتناع الملائكة عن دخول بيت فيه صورة إنما هو مخصوص ببيت النبوة، والملائكة المقصودة بذلك هي ملائكة الوحي لا ملائكة الرحمة ولا الحفظة، فهم لا يفارقون الإنسان على كل حال.
قال الإمام ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (9/ 181، ط. مكتبة الرشد): [قال ابن وضاح: الملائكة في هذا الحديث ملائكة الوحي، مثل: جبريل، وإسرافيل، فأما الحفظة فيدخلون كل بيت ولا يفارقون الإنسان على كل حال] اهـ.
وقال القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (6/ 630، ط. دار الوفاء): [وقال بعض العلماء: وهؤلاء الملائكة هم ملائكة الوحي، فأما الحفظة فيدخلون كل بيت ولا يفارقون بني آدم على كل حال] اهـ.
فتعليق الصور في البيت لتذكّر مَن فيها، أو للوفاء لهم- جائز شرعًا، فإذا ما كانت صورًا للوالدين أو للصالحين أو لأصحاب الفضل ندب ذلك؛ لما في مشاهدة صورهم من البرّ بهم، وتذكرهم والتأسي بصلاحهم، وقد تواردت النصوص على أنه تتنزَّل الرحمات عند ذكر الصالحين.
قال الإمام سفيان الثوري: "عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة"؛ حكاه عنه الحافظ ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله، وما ينبغي في روايته وحمله" (2/ 1113، ط. دار ابن الجوزي).
وقال الإمام أحمد بن حنبل: سمعت سفيان بن عيينة يقول: "تنزل الرحمة عند ذكر الصالحين"، قيل لسفيان: عمَّن هذا؟ قال: "عن العلماء" أخرجه الهروي في "ذمِّ الكلام".
وأخرجه أبو داود السجستاني في "مسائله" عن الإمام أحمد (ص: 377، ط. الرسالة) فقال: [سمعت أحمد قال: سمعت ابن عيينة يقول: "يقال: تنزل الرحمة عند ذكر الصالحين"] اهـ.