بعد اغتياله.. من هو قائد لواء خان يونس رافع سلامة؟
أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت باغتيال رافع سلامة قائد لواء خان يونس في «كتائب القسام» الجناح العسكري للحركة، وذلك بعد الهجمات العنيفة التي قام بها الاحتلال في مواصي بخان يونس.
رافع سلامة هو أحد القادة البارزين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يُعَد من الشخصيات المؤثرة في الحركة الفلسطينية التي تسعى لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، ويمتلك سلامة تاريخًا حافلًا بالنضال والمقاومة، وكان له دور بارز في تطوير استراتيجيات الحركة ومساهمته في توجيه العمليات العسكرية والسياسية.
ولد رافع سلامة في غزة، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي هناك قبل أن يتجه لدراسة الهندسة في الخارج. خلال سنوات دراسته، بدأ اهتمامه بالقضية الفلسطينية يتبلور، وانضم إلى صفوف حماس التي كانت قد تأسست في أواخر الثمانينات. بفضل ذكائه واستراتيجياته المبتكرة، سرعان ما ارتقى في صفوف الحركة، حتى أصبح أحد القادة المؤثرين.
لعب رافع سلامة دورًا محوريًا في تنظيم العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث كان أحد المخططين الرئيسيين للعديد من العمليات التي نفذتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. إلى جانب دوره العسكري، كان له تأثير كبير في صياغة سياسات الحركة الداخلية والخارجية، وتوجيه أنشطتها الاجتماعية والخيرية التي تهدف إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني.
واجه سلامة، كغيره من قادة حماس، تحديات كبيرة تتعلق بالملاحقات الإسرائيلية ومحاولات اغتياله. ورغم هذه التحديات، نجح في البقاء على قيد الحياة ومواصلة نضاله، ليصبح رمزًا للمقاومة والصمود. من أبرز إنجازاته، المساهمة في تطوير قدرات كتائب القسام وتوجيهها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، بالإضافة إلى دوره في تقوية العلاقات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى والتنسيق بينها.
يمتاز رافع سلامة بفكر استراتيجي عميق، حيث يركز على تحقيق أهداف طويلة الأمد للمقاومة الفلسطينية، وليس فقط الانتصارات التكتيكية. يؤمن بضرورة التوازن بين العمل العسكري والسياسي والاجتماعي لتحقيق الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني. يشدد على أهمية الوحدة الوطنية بين مختلف الفصائل الفلسطينية لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.
يعتبر سلامة واحد من القادة البارزين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كان هدفًا متكررًا لمحاولات الاغتيال من قبل إسرائيل. تعتمد إسرائيل على استراتيجيات متعددة لإضعاف المقاومة الفلسطينية، واغتيال القادة المؤثرين هو إحدى تلك الاستراتيجيات.
كانت الغارات الجوية واحدة من أكثر الطرق التي حاولت إسرائيل استخدامها لاغتيال رافع سلامة هي الغارات الجوية المستهدفة. تعتمد هذه الغارات على معلومات استخباراتية دقيقة لتحديد مواقع القادة واستهدافهم. تعرض سلامة لعدة محاولات اغتيال بهذه الطريقة، لكن بفضل التدابير الأمنية المشددة التي يتبعها، نجا منها.
نفذت القوات الخاصة الإسرائيلية عمليات تسلل إلى غزة في محاولات لاغتيال قادة حماس. تمثل هذه العمليات خطورة كبيرة نظرًا لتواجد الوحدات الإسرائيلية داخل أراضي قطاع غزة. ومع ذلك، بفضل الجهود الاستخباراتية والأمنية لحماس، تم إحباط العديد من هذه المحاولات.
حاولت إسرائيل أيضًا استهداف سلامة عن طريق زرع عبوات ناسفة في أماكن متوقعة لتواجده. تُعتبر هذه الطريقة من الوسائل التقليدية التي تستخدمها إسرائيل لاغتيال القادة الفلسطينيين. لكن سلامة كان دائمًا حذرًا من تحركاته، مما ساعده في تجنب هذه التفجيرات.
تعتمد إسرائيل على شبكات من العملاء والجواسيس داخل الأراضي الفلسطينية لجمع المعلومات عن تحركات القادة الفلسطينيين، رغم أن هذا الأسلوب أظهر نجاحًا في بعض الحالات، إلا أن حماس كانت دائمًا على أهبة الاستعداد لاكتشاف وإحباط مثل هذه المخططات.