في ذكرى وفاته.. من هو سفير القرآن الكريم الشيخ محمود علي البنا؟
يصادف اليوم الأربعاء الذكرى الـ39 لوفاة سفير القرآن، الطفل المعجزة، وصاحب الحنجرة الذهبية والصوت الهادئ، الشيخ محمود علي البنا، الذي توفي في 20 يوليو.
ورغم رحيله عن عالمنا، إلا أن صوت الشيخ محمود علي البنا لا يزال حاضراً، حيث ترك للإذاعة المصرية للقرآن الكريم ثروة هائلة من التسجيلات. كما سجل المصحف المرتل عام 1967، إضافة إلى المصحف المجود والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات الدول الشقيقة مثل السعودية والإمارات.
يعد الشيخ محمود علي البنا من أعلام التلاوة المصرية وأحد عمالقتها، فهو واحد من العشرة الكبار الذين يتربعون على عرش تلاوة القرآن الكريم في مصر.
وُلد في قرية شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية على يد الشيخ موسى المنطاش، وأتم حفظه وهو في الحادية عشرة.
بعد ذلك، انتقل إلى مدينة طنطا لدراسة العلوم الشرعية في الجامع الأحمدي.
التحق الشيخ محمود البنا بإذاعة القرآن الكريم وهو في سن صغيرة، حيث لم يتجاوز عمره الـ22 عامًا، وكان أصغر القراء في السن حينذاك. زار العديد من دول العالم وقرأ القرآن الكريم في الحرمين الشريفين والحرم القدسي، بالإضافة إلى سفره إلى عدة دول أوروبية. في عام 1984، تم اختياره نائباً لنقيب القراء عند إنشاء النقابة.
كانت أول قراءة للشيخ محمود علي البنا على الهواء مباشرة في الإذاعة المصرية هي سورة هود في ديسمبر 1948. في نهاية الأربعينيات، اختير قارئًا لمسجد عين الحياة، ثم لمسجد الإمام الرفاعي في الخمسينيات. وفي عام 1959، انتقل للقراءة في الجامع الأحمدي بطنطا، وهو المسجد الذي تعلم فيه العلوم الشرعية.
قال الشيخ محمود علي البنا في لقاء إذاعي نادر حول رحلته مع القرآن: "كانت أمي حريصة جدًا إني أروح الكتاب وأحفظ القرآن لأن دي حاجة كانت ندراها لله مكنش فيه فرصة للعب"، يقول البنا أنه كان بطبيعته ملتزمًا لكن في الوقت ذاته كان الشيخ موسى صاحب كتاب القرية شديد أيضًا، فكان يخشى من عقابه إذا لم يتم الحفظ، فكان يحفظ بـ"لمبة جاز" يضعها على "الطبلية" ويسهر طوال الليل خائفًا أن يعاقبه شيخ الكتاب على عدم حفظه.
ربطت بين الشيخ محمود علي البنا وإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، علاقة قوية فيقول الشعراوي: "كنت ألتقي به كثيرًا، وكان بيني وبينه ود، فكنت أحب فنه لأني أحبه، وكان يحب فني لأنه يحبني"، وأضاف الشعراوي في أحد لقاءاته التلفزيونية التي سئل فيها عن علاقته بالبنا، إن العشرة جعلت تظهر أشياء للشعراوي تجعله يميل إليه مؤكدًا أن بداية علاقتهما كانت "استلطافا روحيا".
توفي الشيخ محمود علي البنا في 20 يوليو 1985 عن عمر يناهز 59 عامًا، ودُفن في المقبرة التي بناها خلال حياته بجوار المركز الإسلامي الذي أقامه في قريته شبرا باص. وتم تشييع جنازته من مسجد الإمام الحسين.