اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

ما تأثير نقل أعضاء الخنازير لجسم الإنسان.... أطباء وفتوي تجيب

بعد نجاح الجراحون أمريكيون في زرع كلية خنزير في جسم إنسان دون أن يرفض جهاز المناعة في جسم المتلقي العضو المزروع، أصبحت بداية مبشرة لسد وتخفيف من النقص الحاد في الأعضاء البشرية الجاهزة للزراعة، ولكن ما مدي تأثير نقل أعضاء الخنازير لجسم الإنسان وما حكم الدين في ذلك؟

قال طارق كامل أستاذ ودكتور جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لموقع "اتحاد العالم الإسلامي" أن الخنزير من أقرب الحيوانات تشابه تركيب أعضاء جسم الإنسان، فمن الوارد أن تأخذ من عضو ونزرعه عند المريض، وذلك بشرط إجراءات علمية شديدة جدا قبل السماح بزرعه في جسم الإنسان.

وأضاف كامل لا مانع من أخذ أعضاء الخنزير طالما يسد إحتياجات لا غني عنها، وللتخفيف من النقص الحاد في الأعضاء البشرية الجاهزة للزراعة، فضلًا عن أن عملية زرع كلية الخنزير في جسم الإنسان لم تزل في الأطوار التجريبية.


كلية خنزير
تضمنت العملية الجراحية، التي أُجريت في مركز لانجون الطبي التابع لجامعة نيويورك، استخدام خنزير تم تعديل جيناته بحيث لم تعد أنسجته تحتوي على جزيء معروف بأنه سيؤدي في الأغلب لرفض الجسم للعضو المزروع على الفور.

حيث قال باحثون لرويترز إن متلقية الكلية مريضة متوفاة دماغيا ظهرت عليها علامات ضعف في وظائف الكلى ووافقت أسرتها على التجربة قبل أن يتم رفعها من على أجهزة الإبقاء على قيد الحياة، وعلى مدار 3 أيام، تم ربط الكلية الجديدة بالأوعية الدموية للمريضة وتم الحفاظ عليها خارج جسدها، مما أتاح للباحثين التعامل معها مباشرة.

ووضح الجراح المسؤول عن الزراعة روبرت مونتجومري، الذي قاد الدراسة إن نتائج اختبار وظائف الكلى المزروعة "بدت طبيعية إلى حد كبير".

وأثبتت الكثير من الأبحاث أن الخنزير هو أكثر الحيوانات حظا ليصبح مصدرا للأعضاء الممكن نقلها للإنسان على الرغم من كونه من رتبة أخرى للثدييات، فمن المعروف أن التشابه الجيني عالي جدا بين الإنسان وحيواني البابون والخنزير، مما يوفر توافقية أعلي وتجارب من ناحية أداء العضو ووظيفته وحجمه.

وكشفت دراسات أخري عن سهوله وسرعة تخصيب الخنازير حول العالم، من حيث الوقت المستغرق لنشوء أعضاء ناضجة جاهزة للزراعة ب 6 شهور منذ الولادة، كما لديها فترة حمل قصيرة تنتج من 0: 12 خنزير.


حكم التداوي بالخنزير

حرص مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على توضيح رأي الشرع في “حكم زراعة كلية خنزير في جسم الإنسان”، منبها أن الشرع الشريف قد حرم لحم الخنزيرَ، فقال الله سبحانه: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ..} [المائدة: 3]، وقال أيضًا: {قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ..} [الأنعام: 145]، وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «إنَّ اللهَ ورَسولَه حَرَّمَ بَيعَ الخَمرِ، والمَيْتةِ، والخِنزيرِ، والأصنامِ». [متفق عليه]، كما (أَجْمَعَ الْفُقَهَاءُ عَلَى حُرْمَةِ الْخِنْزِيرِ واسْتِعْمَال أجزائه؛ لِنَجَاسَةِ عَيْنِهِ). [الإقناع لابن القطان 2 /109]

ورغم أن الأصل في الانتفاع بالخنزير أو بأجزائه هو الحرمة إلا أنه يجوز الانتفاع به، والتداوي بجزء من أجزائه، أو عضو من أعضائه، بشرط أن تدعو الضرورة إلى ذلك، وألا يوجد ما يقوم مقامه من الطاهرات في التداوي ورفع الضرر؛ لقول الحق سبحانه: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. [البقرة:173]