اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
الاثنين المقبل.. «الأوقاف المصرية» تعقد 100 ندوة علمية حول «جريمة الفتوى بغير علم» غدا.. الأوقاف المصرية تطلق برنامج ”لقاء الجمعة للأطفال” بالمساجد الكبرى مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا «الأوقاف المصرية» تضع خطة شاملة لتطوير الدعوة ومواجهة التطرف في شمال سيناء كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل”

مأساة آسر وآيسل في غزة.. فاصل زمني بين شهادتي الميلاد والوفاة ثلاثة أيام

الأب المكلوم وطفليه
الأب المكلوم وطفليه

يوجد في غزة آلاف من القصص المأساوية التي تجري تفاصيلها وسط الركام والدمار، ودموع السكان ومجاعة تنهش في أجسادهم والموت الذي يطاردهم أينما ارتحلوا، ومن بين هذه القصص، مأساة والد الطفين آسر وآيسل، الذي ذهب لاستخراج شهادة ميلاد لكل منهما، بعد ولادتهم بثلاثة أيام باستشهادهم في غارة إسرائيلية.

فحينما غادر المواطن الفلسطيني محمد أبو القمصان من مكان نزوحه في مدينة دير البلح، بقطاع غزة صباح اليوم الثلاثاء، تغمره الفرحة لتسلم شهادتي ميلاد طفليه التوأم، آسر وآيسل، اللذان ولدا قبل ثلاثة أيام، وعقب تسلمه شهادتي ميلاد طفليه، تلقى اتصالا هاتفيا يفيد بأن مدفعية الاحتلال قصفت الشقة التي تتواجد فيها زوجته جمانة ووالدتها ريم وطفليه في أبراج القسطل شرق مدينة دير البلح.

هرع الأب الفلسطيني مسرعا إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة، لمعرفة مصير عائلته، وهو يحمل بيديه شهادتي ميلاد طفليه، ليفجع باستشهادهم جميعا، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

وانهار محمد باكيا أمام جثامين عائلته عند ثلاجة الموتى داخل المستشفى، وقال وهو ينظر إلى شهادتي ميلاد طفليه: "قبل قليل أصدرت شهادة الميلاد لطفلتي آيسل وطفلي آسر، فقد ولدا قبل يومين فقط".

ويضيف وهو يبكي بحرقة: "قبل يومين ولدتهم جمانة، وكنت خارج المنزل لاستكمال الإجراءات الرسمية وإحضار شهادة الميلاد، آسر وآيسل، ولدا في 10 أغسطس، وبالأمس قمت بتسجيلهم رسميا واليوم موعد تسلم شهادة الميلاد".

ويواصل الأب رواية مآساته بتذكر زواجه من الدكتورة الصيدلانية جمانة فريد عرفة (28 عاما) قبل العدوان الإسرائيلي بثلاثة أشهر، وبعد أربعة أيام من اندلاع العدوان في السابع من أكتوبر، أضطر الزوجان إلى النزوح من أبراج المخابرات في مدينة غزة إلى مدينة الزهراء وسط القطاع، ثم نزحوا مرة أخرى إلى منطقة "بلوك C" في دير البلح، ومنها إلى خيمة في محيط مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.

وفي العاشر من أغسطس الجاري، وضعت جمانة التوأم بعد عملية قيصرية صعبة، وملأت الفرحة قلبي الزوجين وعائلتيهما بقدومهما، وانتقلت جمانة إلى الشقة التي نزحت إليها عائلتها في أبراج القسطل، لتساعدها والدتها ريم في رعاية الطفلين، وبينما كانت منشغلة بالتوأم مع والدتها، استهدفت دبابات الاحتلال المتمركزة شرق المدينة الشقة التي تؤويهم بقذائفها، ليرتقوا جميعا.

كان محمد وجمانة يترقبان حياتهما الجديدة التي ستملأها ضحكات الطفلين، قبل أن يسلب الاحتلال الإسرائيلي هذه الفرحة مبكرًا.

وقال محمد: "ذهبت لتسلم الشهادة، وجاءني اتصال بأن الشقة استهدفت، ولم أتوقع أن أجدهم قد استشهدوا جميعا".

وبنبرة مليئة بمشاعر الصدمة والحزن أنهى محمد حديثه بالقول: "آيسل وآسر هما أول فرحتي وآخرها، حتى فرحتي كانت منقوصة ولم تكتمل، حسبي الله ونعم الوكيل".