حرب إلكترونية بين جنوب أفريقيا ونيجيريا.. أزمة بولت بسبب الأجرة الوهمية
أعلنت شركة "بولت" لخدمات النقل عن فرض قيود على طلبات الأجرة الدولية إثر خلاف بين مواطني جنوب أفريقيا ونيجيريا، حيث قام أفراد من كلا البلدين بتقديم طلبات وهمية لرحلات عبر التطبيق.
في بيان رسمي، أكد مدير بولت في نيجيريا، يحيى محمد، أن الشركة تصدت للمشكلة بسرعة من خلال تنفيذ تدابير أمنية صارمة، وتحديد المسؤولين عن هذه الأنشطة وحظرهم من استخدام التطبيق. وأضاف محمد: "ندرك تأثير هذه المشكلة على شركائنا السائقين في نيجيريا وجنوب أفريقيا، ونعمل جاهدين لضمان تجربة آمنة وموثوقة لجميع مستخدمينا."
تبدأ القصة عندما نشر بعض مواطني جنوب أفريقيا على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" كيفية تقديم طلبات لرحلات بولت في نيجيريا ثم إلغاء الطلبات عند وصول السائقين إلى المواقع المتفق عليها. في رد فعل، قام النيجيريون بإغراق التطبيق بطلبات في جنوب أفريقيا، ثم إلغائها بدورهم.
تجذر المشكلة في توترات نشأت في يوليو، عندما تشاجر مواطنون من جنوب أفريقيا ونيجيريا على وسائل التواصل الاجتماعي حول جدل متعلق بجنسية عارضة الأزياء تشيديما أديتشينا. كانت أديتشينا، التي تمثل مسابقة ملكة جمال جنوب أفريقيا، قد واجهت شكوكا حول جنسيتها، مما دفع وزارة الشؤون الداخلية في جنوب أفريقيا إلى التحقيق في الأمر، وتبين أن والدتها ارتكبت عملية احتيال للحصول على الجنسية.
تمت دعوة أديتشينا لاحقًا للمشاركة في مسابقة ملكة جمال الكون في نيجيريا، وهو ما قبله الجمهور النيجيري.
تُعتبر العلاقات بين جنوب أفريقيا ونيجيريا، وهما من أكبر اقتصادات القارة الأفريقية، تاريخيًا متوترة منذ انتهاء نظام الفصل العنصري. وقد عانى النيجيريون المقيمون في جنوب أفريقيا من هجمات معادية للأجانب، بينما رد بعض النيجيريين باستهداف شركات جنوب أفريقية في بلادهم.
كما يشمل التنافس بين البلدين المجالين الموسيقي والرياضي، حيث أثار فوز نجمة البوب الجنوب أفريقية تيلا بجائزة أفضل أداء موسيقي أفريقي في حفل توزيع جوائز جرامي انزعاجًا في نيجيريا، وتسبب اللقاء بين المنتخبين في كأس الأمم الأفريقية في فبراير الماضي بمزيد من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي محاولة للتخفيف من حدة التوتر، التقى رئيسا البلدين، سيريل رامافوزا وبولا تينوبو، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، حيث وعدا بتعزيز التعاون السياسي والتجاري.
وفي السياق ذاته، أعرب العديد من سائقي بولت في كلا البلدين عن إحباطهم من الطلبات المزيفة. وقال أوتشو أوباه، سائق في لاغوس، إنه تلقى طلبًا وهميًا وعندما وصل إلى الموقع المحدد، لم يجد الراكب. وأوضح كينغسلي إكويديكي من أبوجا أنه ألغى أكثر من خمس طلبات قبل أن يدرك ما يحدث، مشيرًا إلى أن الإلغاء يؤدي إلى انخفاض التقييم وقد يسبب حظر حسابه على التطبيق.