محور نتساريم.. من أيقونة سلام إلى كابوس تقسيم غزة
قبل السابع من أكتوبر، كان اسم "نتساريم" لدى الفلسطينيين في قطاع غزة يذكّر بأيقونات عابرة للحدود، لكنه تحول الآن إلى كابوس مستمر.
الممر الذي يشطر القطاع إلى نصفين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر الماضي، أصبح عبئاً ثقيلاً على الفلسطينيين، حيث يمثل عائقاً في طريق وقف إطلاق النار. ذلك في ظل إصرار الحكومة الإسرائيلية على الحفاظ عليه، وهو ما ترفضه حركة حماس بشدة.
الممر الذي يحمل اسم مستوطنة كانت قائمة في المنطقة قبل انسحاب إسرائيل من القطاع في عام 2005، يطلق عليه الفلسطينيون اسم "مفترق الشهداء" تكريماً للذين سقطوا عنده خلال الأيام الأولى من انتفاضة الأقصى، من بينهم الطفل محمد الدرة الذي كان يختبئ خلف والده، وسائق الإسعاف بسام البلبيسي.
ووفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فقد جرت محاولات في الآونة الأخيرة لإيجاد حل لنقطة الخلاف حول هذا المحور الذي يقسم القطاع بين مدينة غزة والشمال، ومخيمات الوسط، وخان يونس ورفح. نقلاً عن مصادر أمنية، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتكليف فريق التفاوض بعرض الخطوط العريضة المقبولة لديه بشأن محور نتساريم في القاهرة.
وأوضحت الصحيفة أن الفريق المعني كان معارضاً بشدة لهذا الاقتراح، لكن نتنياهو أصر على تقديمه للوسطاء، الذين رفضوه تماماً. الفكرة التي تم رفضها سابقاً تضمنت حفر خنادق تمنع مرور المركبات وتوجيهها إلى الشرق لفحصها قبل دخولها إلى الشمال حيث مدينة غزة.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا الحل كان قد نوقش في السابق وتم سحبه لأسباب مختلفة، ولا توجد فرصة لقبوله من قبل حماس أو الوسطاء. كما أن فريق التفاوض أبلغ نتنياهو مسبقاً بمعارضته الشديدة لهذا الاقتراح، الذي رفضه الوسطاء كما كان متوقعاً.